============================================================
87 1 ربع العبادات (كتاب اسران الحهارة ومهماتها فالجواب: إننا ننظر في كل شيء قد أحدثوه وفي المقصود به، فإن كان فعله مباحا، وهو غير موجب لإسراف، والمقصود به زيادة النظافة لم ينكر، وإن كان موجبا للإسراف؛ مثل استعمال الماء الكثير ثم اعتقد أن ذلك أصل الدين، فهذا منكر، وربما رأى العامي عالما يشدد في الشيء فيظنه واجبا، وإن قصد به تزيين الظاهر لرؤية الخلق كان أفظع وأقبح، أخبرنا محمد بن أبي القاسم قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا آبو حامد بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد بن إسحاق النيسابوري قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا حاتم - يعني بن إسماعيل - قال: حدثني جعفر عن أبيه أن علي بن الحسين قال: يا بني، لو اتخذت [لي](1) ثوبا للغائط، رأيث الذباب يقع على الشيء ثم يقع علي، ثم انتبه فقال: ما كان لرسول الله ولا لأصحابه إلا ثوب(2).
فصل وينبغي للعالم يشرف الزمان أن لا يتفقه إلا في الأفضل، فإذا رأيت عالما لا يلبس الثوب المقصور حتى يغسله مخافة أن يكون القصار قصر في الغسل، فهذا تدقيق لم يكن في الصحابة، فقد كانوا يصلون في ثياب الكفار إذا غنموها، ولا ينظرون في الاحتمالات الدقيقة في هذا الفن شحا على الزمان وإنفاقا له في الأفضل من النظر في دقائق المعاملات.
فصل وإذ قد بينا مراتب الطهارة فنحن نتكلم في نظافة الظاهر فحسب - فأما باقي المراتب، فستأتي في ربع المنجيات وربع المهلكات إن شاء الله تعالى - فنقول: طهارة الظاهر ثلاثة أقسام: أحدها: طهارة عن التجس.
والثاني: طهارة عن الحدث.
(1) ليست في النسخ، وهي من مصدر التخريج (2) أخرجه أبو نعيم في الحلية 133/3.
पृष्ठ 87