============================================================
(17) نهاج القاصدين ونضيد الصادقين أناخه مكانه ثم نزل عنه فقال: يا نافع انزعوا زمامه ورخله وحللوه وأشعروه(1) وأدخلوه في البدن (2) .
وروى سعيد بن أبي هلال أن ابن عمر نزل الحجخفة(2) وهو شاك(2) فقال: إني لأشتهي حيتانا. فالتمسوا له فلم يجدوا إلا حوتا، فأخذته امرأته فصنعته ثم قربته إليه، فأتى مسكين، فقال ابن عمر: خذه، فقال أهله: سبحان الله! قد عنيتنا، ومعنا زاد نعطيه . فقال: إن عبد الله يحبه.
وروى نسير أن سائلا وقف بباب الربيع بن خحثيم، فقال: أطعموه سكرا.
فقالوا: نطعمه خبزا أنفع له، فقال: ويحكم أطعموه سكرا، فإن الربيع يحب الشگر.
الثامنة: أن يطلب لصدقته من تزكوا به العدقة، وهم خصوص من عموم الأصناف الثمانية ولهم صفات ست: الأولى: التقوى، فليخص بصدقته المتقين، فإنه يرد بها هممهم إلى الله تعالى إذا شتتثها الحاجة.
وقد كان عامر بن عبد الله بن الزبير يتحين العياد وهم سجود؛ أبا حازم وصفوان بن سليم وسليمان بن سحيم وأشباههم، فيأتيهم بالضوة فيها الدنانير والدارهم فيضعها عند نعالهم بحيث يحشون بها ولا يشعرون بمكانه، فيقال له: ما يمنعك أن توجه بها إليهم؟ فيقول: أكره أن يتمعر وجه أحدهم إذا نظر إلى رسولي أو لقيني: وبعث ابن المنكدر شيئا إلى صفوان بن سليم ثم قال لبنيه: ما ظنكم بمن فرغ صفوان للعبادة؟
(1) أشعروه: أعلموه لكي يعرف أنه من الهاي.
(2) البدن: جمع بدنة، وهي ما يهدى للحرم من الإبل والبقر.
(3) الجخفة: قرية على بعد اثنين وثمانين ميلا من مكة، وهي ميقات أهل الشام.
4) أي: مريض
पृष्ठ 170