311

मिन्हाज मुत्तक़ीन

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

والجواب: لا بد من ترك ظاهرها لاقتضائه على تأويلهم أن يكونا وقت السؤال غير مسلمين لاستحالة طلب الحاصل، وإلا كان بمنزلة من يقول: اجعلنا إنسانين، وهو محال /208/ إذا ثبت هذا فلأنه عندنا معان صحيحة فيجوز أن يكون المراد الحكم والتسمية، أي احكم لنا بذلك، وسمنا به وأظهره من حالنا، ويجوز أن يكون المعنى ألطف بنا في الإسلام، ووقفنا للثبات عليه، ويجوز أن يكون المعنى واجعلنا مسلمين بريادة الأمر بذلك والحث عليه كما قال تعالى: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} أي جعلنا بأمرنا أئمة يهتدى بهم ويقتدى، ومثله: {إني جاعلك للناس إماما} ويجوز أن يكون المراد بالجعل التعليم كقول المعلم المؤدب جعلت فلانا شاعرا كاتبا، أي علمته ذلك، ويجوز أن يكون المعنى الدلالة والبيان، كما يقال: جعلت كلام فلان باطلا أي دللت على ذلك. ومنه {جعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا}، ويجوز أن يكون المعنى أحلنا محل المسلمين كما يقال جعلت فلانا أخا، أي حللته محل الأخ.

ومنها قوله تعالى: {وقهم السيئات ومن يق السيئات يومئذ فقد رحمته}.

والجواب: المراد بيومئذ يوم القيامة والسيئات يوم القيامة ليست هي المعاصي، وإنما هي العذاب كما تقرر أن السيئة في اللغة تطلق على كل الشرور.

ومنها قوله: {ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا} فتبين أن الصبر والثبات فعله.

والجواب: لا بد من ترك ظاهرها؛ لأن الإفراغ لا يعقل في الصبر والثبات أيضا في الاقدام، ليس على ظاهره، والمراد آتنا من المعونة والإلطاف ما نصير معه ونثبت، على أنه سؤال، والسؤال لا يد على أن المسئول يفعل.

ومنها قوله تعالى: {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها} فصرح بأنه مكره على السجود.

पृष्ठ 317