============================================================
وليس على عبد تقي نقيصة إذا صكع التقوى وإن حاك أو حجم(1) وهذا أصل لا مزيد عليه، وفيه كفاية لمن أبصر النور وأهتدى، وعمل بذلك واستغنى ، والله ولي الهداية والتوفيق بفضله.
فإن قلت : لقد عظم قدر هذذه الخصلة، وجل موقغها، وآشتدت الحاجة الى معرفتها، فلا بد الآن من تفصيلها.
فاعلم : أن الأمر كذلك ، فحق لها أن يجل قدرها ، ويلزم طلبها، وتمس الحاجة إلى علمها، وللكنك تعلم أن كل خطير وكبير يحتاج في أجتلابه إلى طلب كثير، وتعب كبير، وهمة عالية، وجهد شديد، فإذن كما أن هلذه الخصلة خصلة عظيمة كبيرة فالمجاهدة في طلبها ، والقيام بحقها ، والعناية في تحصيلها أيضا.. لفعل كبيرآ، وشأن عظيم ؛ فإن المكارم على حسب المكاره، وإن اللذات على حسب المؤنات ، وألله تعالى يقول : { وألزين جهدوا فينا لنمدينهم سبلنا وإن الله تعالى هو الرؤوف الرحيم الذي بيده تيسير كل عسير، فاستمع وتنيه، وتفهم حد بيان هلذه الخصلة حتى تعلمها، ثم تشمر للقيام بها، واستعن بألله عز وجل حتى تعمل بما تعلم؛ فإن الشأن كله في ذلك ، والله تعالى ولي الهداية والتوفيق بفضله فنقول : أعلم أولا : أن التقوى في قول شيوخنا رحمهم الله تعالى هو : تتزيهآ القلب عن ذنب لم يسبق عنك مثله، حتى يجعل العبذ من قوة العزم على تركها وقاية بينه وبين المعاصي ، هنكذا قال شيخنا رحمه الله تعالى، وذلك أن أصل لفظة التقوى في اللغة هو الوقوى بالواو ، وهو مصدر الوقاية ، يقال : وقط يقي وقاية ووقوى، فأبدلت عن الواو تاء، كما هو في الوكلان والثكلان ونحوهما، فقيل تقوى: فإذن لما حصلت وقاية بين العبد وبين المعاصي؛ من قوة عزمه على
पृष्ठ 101