============================================================
فلا تجد في الخلق فتنة ولا فضيحة ، ولا ضلالا ولا معصية، إلأ وأصلها النفس وهواها ، وإلأ . كان الخلق في سلامة وخير.
واذا كان عدؤ بهذا الضرر كله . . فحق للعاقل أن يهتم بأمره، والله تعالى ولي التوفيق والهداية بفضله.
فإن قلت : فما الحيلة إذن لنا في هذا العدو ؟ وما التدبير في أمره ؟ فبين لنا ذلك: فاعلم : أنا ذكزنا فيما تقدم أن أمرها عسر صعبث ؛ إذ لا يمكن قهرها بمرة كسائر الأعداء؛ إذهي المطية والآلة، قيل : إن أعرابيا دعا لإنسان بخير فقال : كبت الله كل عدؤ لك إلا نفسك(1) .
ولا يمكن إهمالها بمرة؛ لمكان ضررها ، فتحتاج إلى طريق بين الطريقين : تربآيها وتقؤيها بقذر ما تحتمل فعل الخير، وتضعفها وتحبسها على حد لا تتمادى، فأنت من أمرها في علاج شديد ، ونظر لطيف .
ثم إنا قد ذكزنا في أمرها أن تلجمها بلجام التقوى والورع؛ لتحصل الفائدتين جميعا فإن قيل : إن هلذه دايه جموح ، وبهيمة صعبة شكسة لا تنقاد للجام ، فما الحيلة فيها حتى تمݣننا منها ؟
فاعلم : أنك لصادق، والحيلة : تذليلها حتى تنقاد للجام .
قال علماؤنا رضي الله عنهم : إنما تذلل النفس ويكسر هواها بثلاثة أشياء : أحذها : منع الشهوات ؛ فإن الدابة الحرون تلين إذا نقص من علفها .
والثاني : حمل أثقال العبادات عليها؛ فإن الحمار إذا زيد في حمله مع النقصان من علفه. . تذلل وأنقاد .
पृष्ठ 96