============================================================
أحذها : أنه سيد ونحن العبيد ، وعلى السيد كفاية مؤنة العبيد ، كما أن على العبيد خدمة السيد.
والثاني : أنه خلقهم محتاجين إلى الوزق ، ولم يجعل لهم سبيلا إلى طلبه ؛ إذ لا يدرون ما هو رزقهم؟ وأين هو؟ ومتى هو؟ ليطلبوه بعينه من مكانه ، وفي وقته ليصلوا إليه، فوجب أن يكفيهم أمر ذلك ويوصلهم إليه.
والثالث : أنه كلفهم الخدمة ، وطلب الرزق شاغل عنها، فوجب أن يكفيهم المؤنة ليتفرغوا للخدمة.
وهذذا كلام من لم يحط بأسرار الوبويتة ، والقائل بأن الرزق على الله واجث تائهآ، وقد أوضخنا في فن الكلام فساده ، ولنرجع إلى المقصود من غرضتا وأما الرزق المقسوم : فهو ما قسمه الله سبحانه وكتبه في اللوح المحفوظ ما يأكله ويشربه ويلبسه كل واحد بمقدار ووقت مؤقت ، لا يزيذ ولا ينقص، ولا يتقدم ولا يتأخر عما كتب بعينه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الرزق مقسوم مفروغ منه، ليس تقوى متي بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه"(1).
وأمآ المملوك : فما يملكه كل واحد من أموال الدنيا على حسب ما قدر الله تعالى وقسم له أن يملكه ، وهو من رزق الله تعالى ، قال الله تعالى : { وأنفقوأمن ماردقتكم اي : ممآ ملكناكم .
وأما الموعود : فهو ما وعد الله تعالى المتقين من عباده بشرط الثقوى حلالا من غير كذ ، قال الله تعالى : { ومن يتقى الله يجعل له يخرجا * ويرذقه من حيث لا حتسب فهذه أقسام الرزق، والتويل إنما يجب بإزاء المضمون منها، فاعلم ذلك:
पृष्ठ 161