285

Minhaj al-Talibin wa-Balagha al-Raghibin

منهج الطالبين وبلاغ الراغبين

शैलियों

अन्य विधाएं

مشتق من الدين، وهو الطاعة؛ لأن الخلق كلهم دانوا إليه، وتذللوا لعظمته؛ فلم يفته شيء من خلقه. وقيل في صفة ديان: يوم الدين، أي: إليه حساب الخلائق يوم الحساب، وفي المثل: كما تدين تدان؛ أي: تجازي بما تفعل.

فالديان: الذي يلي المجازاة، وهو قادر عليها، ويجازي كلا على قدر استحقاقه، وهو ديان يوم الدين؛ لأنه يجازي العباد بأعمالهم.

المنان:

معناه: المعطي، يقال: من فلان على فلان. أي: أعطاه، قال الله تعالي: " ولكن الله يمن على من يشاء من عباده " أي: يعطيهم من فضله، ومنان: على وزن فعال، وكل ما جاء على هذا الوزن، فمن شأنه يفعل ذلك، فتبارك الله المنان.

وقيل: المنان هو المنعم على عباده؛ لأن المنة: هي النعمة، والمن من الله تعالي محمود، ومن الخلق مذموم، قال الله تعالي: " قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان ".

الحنان:

قيل: لا يجوز أن يقال لله: الحنان؛ لأن الحنين على معنيين، أحدهما: حنين القلب إلى الشيء؛ إذا اشتاق إليه، والآخر: من حنين الصوت، تقول حنت الناقة إلى ولدها؛ إذا رفعت صوتها؛ ليعرف مكانها، وهذا كله لا يجوز على الله.

والحنان بالتخفيف: من الرحمة، قال الله تعالي: " وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا " يعني به يحي (عليه السلام)؛ لأنه كان حنانا لوالديه، يعني: أنه كان رحمة من الله تعالي على عباده.

ويقال في الدعاء: حنانيك يا رب. أي: رحمة بعد رحمة.

روري أبو عبيدة بإسناد عن ابن عباس أنه قال: والله ما أدري ما الحنان؟ فهذا ابن عباس بحر العلم، والقدرة فيه يقسم بالله ما يدريه، فكيف يجوز لغيرة القول فيه.

الأمين:

فإن قال قائل: هل أمين اسم من أسماء الله تعالي يقال؟ فنقول له: إن قصد القائل بقوله: أمين أنه يؤمن منه الجور، فعسي أن يجوز، وإن كان قد قال به قوم: فلسنا تقدم عليه؛ إذا لم يصح معناه عندنا.

पृष्ठ 288