Minhaj al-Talibin wa-Balagha al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
शैलियों
يا هذا. إنما يعبد الله من يعلم من الله. فأما من لم يعرف الله فإنما يعبد غير الله، فمن عبد غير الله، فقد أشرك بالله ثم قال: لا يدرك الله بعقد ضمير، ولا إحاطة تفكير، وقال. من عبد الله بتوهم القلب فقد أشرك، ومن عبد الاسم دون المعني فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعني فقد أشرك، ومن عبد الاسم دون الصفة بالإدراك، فقد أحال على غائب، ومن عبد المعني بحقيقة المعرفة؛ فقد أصاب، وهو مؤمن حقا.
فصل:
واختلف علماء السلف في حقيقة التوحيد، فقال بعضهم: هو أن يعلم أن قدرة الله تعالي في الأشياء بلا مزاج، وصنعه لها بلا علاج، وعلة كل شيء صنعه ولا علة لصنعه تعالي، ومتي تتصور شيئا في وهمك فالله بخلافه.
وسئل بعضهم عن التوحيد فقال: هو إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته، بأنه الواحد الذي لم يلد، ولم يولد، ينفي الأضداد، والأنداد؛ بلا تكييف، ولا تشبيه، ولا تصوير، ولا تمثيل؛ ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، وقال بعضهم: التوحيد: تلاشي الخلائق عند ظهور الحقائق. وقال بعض العلماء: أشرف كلمة في التوحيد ما قال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه): من لم يجعل لخلقه سبيلا إلى معرفته، إلا بالعجز عن معرفته، فقال: ليس يريد الصديق (رضي الله عنه): أنه لا يعرف قال: فالعارف عاجز عن معرفته، والمعرفة موجودة فيه؛ لأن عند هؤلاء: المعرفة ضرورية، وهذا كما قال بعضهم: ما عرف الله بالحقيقة سوي الله سبحانه.
وأما أقسام التوحيد: فقد ذكر بعض العلماء أنها على ثلاثة أقسام: فقال: إن الله أوحي إلى داود (عليه السلام) يا داود. تعلم العلم النافع، قال: إلهي، وما العلم النافع؟ قال: أن تعرف جلالي، وعظمتي، وكبريائي، وكمال قدرتي على كل شيء؛ فإن هذا هو الذي يقربك إلى.
पृष्ठ 251