وبعد فالطفل اللبيب الألمعي ... الحاذق النخيل الأديب اللوذعي
الشيخ يحيى ابن الإمام المتقن ... العالم العلامة المفتن
الشرقي موسى هو الحجاوي ... نزهه الله عن المساوي
حضر عندي وعليَّ عرضا ... مواضعًا عرضًا مجيدًا مرتضى
من المصنف الذي للخرقي ... العالم العلامة المحقق
أبرزها سردًا بحسن لفظه ... بلا تكلف لها من حفظه
دلت على حفظ الكتاب كله ... قرت به عيون كل أهله
وقد أجزته وقاه الله ... سبحانه من كل ما يخشاه
بكل ما يجوز لي روايته ... أو حل لي بين الورى درايته
وفّقه الله لخير العمل ... وصانه من الخطا والخطل
قد قال ذا محمَّد الغزي ... العامري والده الرضي
عام ثمانين وتسعمائة ... من الستين قد مضت للهجرة
والحمد لله تمام النظم ... يعطر المبدأ بحسن الختم
وبعد أن توفي والده شرف الدين رحل إلى القاهرة، وتتلمذ على أئمة الفقه في الجامع الأزهر كالتقي محمَّد الفتوحي وغيره، وبعد أن أدرك حظًا وافيًا من العلم جلس للتدريس بالجامع الأزهر، وتتلمذ عليه طلبة العلم في الفقه الحنبلي والفرائض والحديث، وتخرج على يديه أكابر العلماء في ذلك. وممن تخرج على يديه الشيخ منصور البهوتي والشيخ مرعي المقدسي والقاضي محمود الحميدي الدمشقي ابن أخت صاحب الترجمة.
ولم يزل ﵀ ركنًا للإفادة وعلمًا يهتدى به إلى أن توفي ﵀ في أوائل القرن الحادي عشر بالقاهرة، ﵀ وأسكنه فسيح جناته (١).
_________
(١) انظر مختصر طبقات الحنابلة ٩٥ - ٩٦.
1 / 56