============================================================
وايمان أفل السمام والأزض لا يزيد ولا ينقص ،....
(وايمان أهل السماء)، أي من الملائكة وأهل الجنة (والأرض)، أي من الأنبياء والأوليام وسائر المؤمنين من الأبرار والفجار (لا يزيد ولا ينقص)، أي من جهة المؤمن به نفسه، لأن التصديق إذا لم يكن على وجه التحقيق يكون في مرتبة الظن والترديد، والظن غير مفيد في مقام الاعتقاد عند أرباب التأييد، قال الله تعالى: إن الظن لا يغنى من الحق شييأ) [يونس: 36]، فالتحقيق أن الإيمان - كما قال الإمام الرازي - لا يقبل الزيادة والنقصان من حيثية أصل التصديق لا من جهة اليقين (1)، فإن مراتب (1) (قالتحقيق أن الإيمان لا يقبل الزيادة والنقصان . .) قال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأكبر: الإيمان لا يزيد ولا ينقص من جهة المؤمن به، ويزيد وينقص من جهة اليقين والتصديق، فإيمان الملائكة والإنس والجن لا يدخله نقص ولا زيادة في الدنيا والآخرة، لأن المؤمن يقول آمنت بالله وبما جاء من عنده، وبالرسول ال وبما جاء من عنده. وهذا من حيث الحكم لا يختلف وإن اختلف لم يعد إيمانا حيث إن من انكر الآخرة أو رسولا من الرسل أو القدر، فكأنما أنكر المؤمن به، وعلى هذا قولهم: (المؤمنون مستوون في الإيمان والتوحيد من حيث نفي الشرك بصوره المختلفة) لكن من حيث الاستدلال يزيد وينقص إذ ليس توحيد المستدل بدلالة عقلية كتوحيد العارف المطمئن بمكاشفات ومشاهدات ومعارف إللهية، كذلك يدخل التفاضل في الأعمال والطاعات الظاهرة والباطنة لأنها ليست جزءا من الايمان فتدخل الزيادة فيها والنقصان حسب إقبال العبد وإدباره "شرح الفقه الاكبر4، للامام أبي منصور الماتريدي ص 149.
فيرجع الخلاف لفظيا بين من قال بزيادة الإيمان ونقصانه، وبين من نفى أن أصل الايمان لا يقبل الزيادة لأنه ليس بعد الحق حق، وليس يقبل النقص، لأنه إن نقص 155
पृष्ठ 257