239

मीनह रौद अज़हर

शैलियों

============================================================

جبل على وفق التحدي وهو دعوى الرسالة، فيخرج غير الخارق كطلوع الشمس من مشرقها كل يوم، والخارق على خلافه بأن يدعي نطق طفل بتصديقه فينطق بتكذيبه كما يقع للدجال.

والكرامة خارق للعادة إلا أنها غير مقرونة بالتحدي، وهي كرامة للولي وعلامة لصدق النبي، فإن كرامة التابع كرامة المتبوع، والولي هو العارف بالله وصفاته بقدر ما يمكن له، المواظب على الطاعات، المجتنب عن السيئات، المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات والغفلات ال واللهوات؛ وذلك كما وقع من جريان النيل بكتاب عمر رضي الله عنه، ال ورؤيته على المنبر بالمدينة جيشه بنهاوند حتى قال لأمير الجيش: يا سارية الجبل الجبل، محذرا له من وراء الجبل لكمن العدو هنالك، وسماع سارية كلامه، وذلك مع بعد المسافة، وكشرب خالد السم من غير تضرر به، وكذا ما وقع لغيره من الصحابة ومن عداهم من أهل السنة والجماعة: وخالفهم المعتزلة حيث لم يشاهدوا فيما بينهم هذه المنزلة. وأما الشيعة فخصوا الكرامات بالأئمة الإثني عشر من غير دلالة الخصوصية.

ثم ظاهر كلام الامام الأعظم رحمه الله في هذا المقام موافق لما عليه ال جمهور العلماء الأعلام من أن كل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي لا فارق بينهما إلا التحدي، خلافا للقشيري ومن تبعه كابن السبكي حيث قالا: إلانحو ولد دون والد، وقلب جماد بهيمة، فلا يكون كرامة.

هذا، والكتاب ينطق بظهور الكرامة من مريم ومن صاحب سليمان.

2

पृष्ठ 239