============================================================
ال و الحاصل أن الفسق والعصيان لا يزيل الإيمان فيصير كافرا ولا ال واسطة، وكذا البدعة(1) لا تزيل الإيمان والمعرفة كإنكار المعتزلة صفات الله تعالى وخلق أفعال العباد وجواز رؤيته سبحانه في المعاد، لأنه مبني على تأويل ولو كان على وجه الفساد إلا التجسيم(2) وإنكار علم الله مسلم إيمان 134 (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها كفر)، أبو داود ال والترمذي. وقد حمل ذلك على من تركها متعمدا قاصدا مستهزئا بالفرض فيكفر بذلك، ومن تركها كسلا وإهمالا، قتل حدا عند مالك والشافعي وأحمد. وفي رواية رجحها صاحب المغني: ويحبس ويضرب حتى يسيل منه الدم عند بي حنيفة، رحمهم الله تعالى.
(1) وكذا البدعة لا تزيل الإيمان: يعني إذا لم تكن بدعة يكفر بها صاحبها، كمن زعم أن المراد بالصلاة المفروضة الدعاء ليس الصلاة المعهودة، أو نسب الغلط الى جبريل في الوحي إلى النبي بدلا من المكلف وهو علي رضي الله عنه، ورد ما في القرآن الكريم من براءة السيدة عائشة رضي الله عنها من الفاحشة ال و أمثالها من البدع والدعاوي المكفرة.
(2) إلأ التجسيم: أي القول بأن الله تعالى جسم فإن المجسم يعبد صنما، ولو قال جسم لا كالأجسام فمبتدع ضلالة، ولا يكفر عند الكثير، قال الله تعالى: ( ليس كمثله شن* وهو السميع البصير [الشورى: 11] قال البغدادي : وأما مجسمة خراسان من الكرامية فتكفيرهم واجب لقولهم بأن الله له حد ونهاية من جهة السفل، ومنها ما يماس عرشه، ولقولهم بأن الله محل للحوادث، وإنما يرى الشيء برؤية تحدث له، ويدرك ما يسمعه بادراك يحدث فيه، ولولا حدوث الإدراك فيه لم يكن مدوكا لصوت ولا مدركا لمرئي. وقد أفسدوا باجازتهم الحوادث في ذات الله تعالى لأنفسهم دلالة الموحدين على حدوث *
पृष्ठ 214