============================================================
خروجه إلى الطائف بعد موت خديجة بثلاثة أشهر في شوال لما ناله من قريش، وكان معه مولاه زيد بن حارثة، فأقام به شهرا يدعو آشراف تقيف فلم يجيبوه، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه، قال موسى بن عقبة: ورموا عقبه بالحجارة حتى اختضيت نعلاه بالدم، زاد غيره : وكان إذا أذلقته الحجارة - آي : بالمعجمة ثم القاف : أضعفته قعد إلى الأرض، فيأخذونه بعضديه فيقيمونه، فإذا مشى رجموه وهم يضكون، وزيد بن حارثة يقيه بنفسه، حتى لقد شج في رآسه شجاجا وفي " الصحيحين " : أنه لقي منهم آشد مما لقيه يوم أحد، وأن جبريل نزل عليه حيئذ ومعه ملك الجبال ليأمره في قومه بما شاء، فقال صلى الله عليه وسلم : "بل أرجو أن يخرج ألله من أصلابهم من يغبد الله وخده لا يشرك به شيئا "(1) .
وجاء عن ابن عباس: أن الشياطين كانوا لا يحجبون عن السماوات، وكانوا يدخلونها ويأتون بأخبارها فيلقونه على الكهنة، فلما ولد عيسى،. منعوا من ثلاث سماوات، فلما ولد محمد صلى الله عليه وسلم.. منعوا من السماوات كلها، فما منهم من أحد يريد استراق السمع إلا رمي بشهاب - وهو : الشعلة من النار - فلا يخطا أبدا فمنهم من يقتله، ومنهم من يحرق وجهه، ومنهم من يخبله فيصير غولا يضل الناس في البراري قال الأئمة : وهلذا لم يكن ظاهرا قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم، ولم يذكره أحد قبل زمانه، وإنما ظهر في بدء أمره؛ تأسيسا لنبوته.
نعم ؛ جاء عن معمر : أنه قال للزهري : أكان يرمى بالنجوم في الجاهلية ؟ قال : نعم ، قلت : أفرأيت قوله تعالى : وأنا كنا نقعد منها مقلعد للسمع..}؟ الآية، قال: غلظت وشدد آمرها حين بعث صلى الله عليه وسلم، وجرى على هذذا ابن قتيبة فقال : كان الرجم قبل مبعثه، وللكن لم يكن في شدة الحراسة مثله بعد مبعثه، ويؤيده رواية ابن عباس الأخيرة إن صحت: وعلم من قول ابن عباس : (شعلة نار) : أن الكوكب لا ينتقل عن محله، وإنما الذي ينفصل عنه تلك، وقيل: ينقض ثم يرجع إلى مكانه.
(1) البخاري (3236)، ومسلم (1795).
पृष्ठ 97