============================================================
وما يدخلها من العلل والزحاف بما أطال فيه، لكنه ليس له كبير جدوى هنا؛ لأن من يعرف فن العروض وتوابعه لا يحتاج إليه إلا لمجرد التذكير، ومن لا يعرفه يستوي عنده ذكر ذلك وحذفه اليسير منه والكثير: وخلاصة شيء منه: أنها من بحر الخفيف، وهو مركب من ستة آجزاء سباعية الحروف : فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن - مرتين- وقد يدخله الخبن في مستفعلن فيصير متفعلن فينقل إلى مفاعلن؛ لأنه أخف، بل وفي جميع أجزائه، فيحذف ثاني كل وهو حسن، والكف وهو : حذف سابعه من البعض أو الكل غير السابع(1)؛ إذ لا يوقف على متحرك، وهو صالح، وقد يجتمعان وهو قبيح، ويدخله التشعيث بآن تفقد صورة الوتد، فيصير مفعولن على صورة ثلاثة أسباب خفيفة، ووقع في كثير من أبيات هذه القصيدة، وهو من جملة الزحاف وإن أجري مجرى العلل: وقافيتها من المتواتر، وهو: ما فصل بين ساكنيها حرف واحد متحرك؛ إذ ليس هنا بين الألف والواو الساكنين سوى الهمزة التي هي الروي.
والقافية : قيل : آخر كلمة من البيت ، والأصح : أنها من آخر حرف متحرك منه قبل ساكنين ، فقافية البيت الاتي على الأول لفظ : سماء ، وعلى الأصح : من الميم ال وسترى كثرة ما راعاه الناظم من أنواع البديع ، لا سيما الاقتباس القرآني، للكن فيه كلام منتشر للعلماء، وخلاصة الحق منه : أنه مجمع على جوازه كما قاله بعض المتأخرين المطلعين، قال : وقد استعمله العلماء قاطبة في خطبهم وإنشائهم، واستنكره قوم جهلا منهم بالنصوص والنقول؛ فقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث، والصحابة والتابعون والعلماء قديما وحديثا، ونصوا في كتب الفقه على جوازه، وزعم بعض المالكية منعه يرده استعمال مالك رضي الله عنه له، ونص على جوازه غير واحد منهم، كابن عبد البر وعياض، وقد نقل الشيخ داوود الباجلي اتفاق المالكية والشافعية على جوازه ، وفي " شرح مجمع البحرين" لابن الساعاتي : التصريح بجوازه ، ولا فرق (1) الصواب أن يقول : غير السادس؛ لأن تفعيلات الخفيف ستة فقط كما هو معلوم
पृष्ठ 6