============================================================
(281 إن تقولوا ما بيتته فما زا لث بها عن غيونهم غشواء
(إن) شرطية (تقولوا) يا أهل الكتاب (ما) نافية (بينته) أي : التوراة والأناجيل الحق المذكور (فما زالت بها) أي: التوراة والأناجيل (عن عيونهم غشواء) بالمعجمة والمهملة - آي: عن بصائرهم ظلمة مانعة لهم عن إبصارهم الحق، من قولهم: ركب فلان العشواء إذا كان قد خبط آمره على غير بصيرة، وقولهم: ركب متن عمياء، وخبط خبط عشواء، وهي الناقة التي لا تبصر آمامها، فهي تخبط بيديها على كل شيء، ففيه الإشارة للمثل المذكور، والاستعارة بالكناية؛ لأنه شبه العيون بالبصائر، والعشواء بالظلمة المذكورة، والاستعارة التخييلية في إثبات الظلمة للعيون، والترشيحية في قوله : (ما بينته) لأنه يناسب المشبه به
اذ تقولوا قذ ييشه فتا لذ لمفد عيا تقوله صئاء (أو تقولوا قد بينته) كما هو الحق (فما) أي : فأي شيء حصل (للأذن) أي: لآلة سمعكم حتى إنها (عما تقوله) التوراة والأناجيل، وإسناد القول إليهما فيه الاستعارتان السابقتان آنفا، وكذا في قوله الاتي : (من طحنتهم...) إلخ ، وقوله : (وكساهم..) إلخ (صماء ؟1) أي: غير سامعة له سماع قبول؛ أى : فلا موجب للاعراض عن ذلك إلا محض العناد والحسد.
عرفوه وأنكروه وظلما كتمته الشهادة الشهداء (عرفوه) أي: الحق السابق معرفة يقينية ببواطنهم (وأنكروه) بظواهرهم، كما قال تعالى عنهم: ليكنمون الحق وهم يعلمون} وبين (عرفوه) و( أنكروه) الطباق، وذلك نتيجة الإلزام السابق (وظلما) مفعول لأجله (كتمته) أي : الحق المذكور
पृष्ठ 350