============================================================
اليه وهو بالمدينة، فقال له : هذا هدية، فأكل هو وأصحابه، ثم جاءه بالبقيع وقد تبع جنازة، فجعل ينظر إلى ظهره صلى الله عليه وسلم، فعرف أنه يتأمله لشيء وصف له، فألقى رداءه عن ظهره، فرأى خاتم النبوة، فقص عليه حديثه وأسلم، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يكاتب، فكاتب - نظرا لحالته الراهنة، وإلا.. فهو من جملة الأحرار الذين هم أتباع حواريي عيسى عليه الصلاة والسلام - على غرس ثلاث مثة نخلة، وتعهدها حتى تثمر، وأربعين أوقية ذهبأ، فغرس له النخل فأثمرت من عامها، وأعطاه مثل بيضة من ذهب فوفت الأربعين(1).
(فأعتق) بأداء النجوم (لما أينعت) أي : نضجت (من نخيله) حال من قوله: (الأقناء) جمع قنو، وهو : العذق؛ أي : العرجون، ولأجل ما ذكر عن سلمان أنه بمجرد سماعه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أخذته الرعدة الشديدة وهو على رأس نخلة يجنيها لسيده، وشاهده سيده منه، ومع ذلك الدال على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه بلغ أمره ونعثه الأباعد والأقارب.. لما فهم أن له تلفتا إلى سماع خبر النبي صلى الله عليه وسلم. لطمه لطمة شديدة، لأنه كان من جملة اليهود الذين كانوا يفتخرون على الأنصار بأنه قرب زمن نبي عربي، يكونون أول من يتبعه، ويقتلونهم معه قتل عاد وإرم، فلما جاءهم المدينة. كفر به آكثرهم، كما قال الله تعالى: فلما جاء هم ماعرفوا كفروايه} ثم عرض الناظم رحمه الله تعالى لموالي سلمان منكرا عليهم؛ إذ لم يؤمنوا بنبينا صلى الله عليه وسلم مع ما شاهدوه من حال سلمان، بل زادوا في الطغيان بضربه، فقال: 172 أفلا تغذرون سلمان لما أن عرثه من ذكره الثرواء ~~(1) تلطمون سلمان وتمنعونه من الاجتماع بمحمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يؤمن به (فلا تعذرون سلمان) أي : ترون له عذرا يمنعكم من ايذائه ومنعه وقد (1) انظر "سيرة ابن هشام"(214/1)، و1 عيون الأثر* (76/1)
पृष्ठ 298