============================================================
من الإشارة إلى إنافة قدره العلي عنده، وأنه لا مجد يساوي مجده: وقال المفسرون في: ورفع بعضهر درجت : يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، قال الزمخشري: (في هذذا الإبهام من تفخيم فضله وإعلاء قدره ما لا يخفي؛ لما فيه من الشهادة على آنه العلم الذي لا يشتبه، والمتميز الذي لا يلتبس)(1).
ومن تلك الدرجات أن آياته ومعجزاته أكثر وأبهر؛ إذ ما من معجزة لنبي قبله إلا وله مثلها أو آبهر منها كما بينه الأئمة، وسيأتي بعضه، وزاد عليهم بمعجزات لم يصح ولم يقع نظيرها لأحد منهم، وناهيك بكتابه القرآن؛ فإنه لا تتناهى معجزاته ولا تنقضي آياته ، وأن أمته أزكى وأكثر وأطهر من بقية الأمم بنص : { كنتم خير أمةه أخرجت للناس، وخيرية الأمة تستلزم خيرية نبيها، وأفضلية دينها؛ إذ لا شك أن خيريهم بحسب كمال دينهم المستلزم لكمال نبيهم، وأن صفاته أعلى وأجل، وذاته أفضل وأكمل، كما يصرح به قوله تعالى: فبهدهم اقتدة لأنه تعالى وصف الأنبياء بالأوصاف الحميدة، ثم أمره أن يقتدي بجميعهم، وذلك يستلزم أن يأتي بجميع ما فيهم من الخصال الحميدة، فاجتمع فيه ما تفرق فيهم، وفي حديث الشفاعة العظمى وانتهائها إليه بعد تنصل كل منها واعترافه بأنه ليس أهلا لها : التصريح بذلك أيضا ، وكذا الحديث الصحيح : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر"(2) وفي رواية : 0 أنا أكرمهم على ربي"(2) وفي حديث الترمذي : " أنا سيد ولد آدم يؤم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي آدم فمن سواه إلا تخت لوائي "(4) وهو صريح في دخول آدم ، كحديث البخاري وغيره : " أنا سيد الناس يؤم القيامة "(5) وحديث : " أنا سيد العالمين " صححه الحاكم واعترض.
وبذلك تعلم أفضليته على الملائكة ؛ لأن آدم أفضل منهم بنص الأية.
(1) الكشاف (325/1) (2) اخرجه ابن ماجه (4308).
(3) أحرجه الترمذي (3610)، والدارمي (49) (4) الترمذي (3148).
(5) البخاري (4712).
पृष्ठ 12