مواقفه النضالية قبل خلافته وبعدها من الناكثين والقاسطين والمارقين.
وما كادت زينب تنتقل إلى بيتها الجديد المتواضع في اثاثه ومعيشته حتى اصبح المال يتدفق عليه ، ولكنه كان يهب ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر ولا يدخر شيئا من يومه لغده وأصبح الجود والسخاء من اشهر صفاته وألقابه وسماه الناس بحر الجود ، وحدث الرواة ان جماعة كانوا يتحدثون عن كرام المسلمين وأجوادهم ، فادعى جماعة ان أجودهم عبدالله بن جعفر فطلب منهم الباقون دليلا على ذلك ، فجاءه احدهم وهو على راحلته يريد ضيعة له خارج المدينة فتعلق بركابه وقال له : انا من ابناء السبيل ولا املك شيئا ، فأخرج عبدالله رجله من الركاب ونزل عن راحلته وقال له : ضع رجلك في الركاب واستوي على الناقة وخذ ما في الحقيبة ، واياك ان تخدع عن السيف فانه من سيوف علي بن ابي طالب ثم ترك الرجل ورجع ماشيا الى بيته في المدينة ، ولما وضع الرجل رجله في الركاب واستوى على الناقة ومد يده الى الحقيبة وجدها مملوءة بمطارف الخز وفيها بالإضافة إلى ذلك اربعة آلاف دينار ، وكان سيف علي عليه السلام أنفس من المطارف وأجل من الدنانير على حد تعبير الراوي ولما رأى القوم صنيعه قالوا : صدق من سماه بحر الجود (1).
وبلغت شهرته في الاوساط الإسلامية حدا ضاقت بها نفوس اعداء الطالبيين وقلوبهم الحاقدة ولم تعد تتسع لمديحه وثناء الجماهير عليه فراحوا يحاولون تزييف سخائه وتسميته سرفا لا يقره الإسلام.
فقد حدث الرواة عن الشعبي ان عبدالله بن جعفر الطيار دخل على معاوية وعنده ولده يزيد بن ميسون ، فجعل يزيد يعرض بعبدالله
पृष्ठ 100