الولاة في بغداد بالمحافظة عليهما والعناية بهما (1). وبقي مرقد الحسين ومراقد الائمة عليهم السلام كعبة تتوافد اليهما الملايين في كل عام من مختلف انحاء العالم للتبرك بهما والعبادة والتوسل الى الله سبحانه بقضاء حوائجهم بالرغم من جميع وسائل الارهاب والقمع التي استعملها الحاكمون للتنكيل بالوافدين على مراقدهم وبقي اعداؤهم لعنة على لسان الاجيال ومراقدهم محلا لتجمع النفايات في البلاد التي دفنوا فيها.
ومهما كان الحال فلقد انفرجت الازمة التي اجتاحت الشيعة بموت المتوكل العباسي الى حد ما واستيلاء ولده المتصر على السلطة من بعده كما نص على ذلك ابن الاثير وغيره من المؤرخين فلقد قال في معرض حديثه عن حوادث سنة 248 ان المنتصر أمر بزيارة قبر الحسين وعلي عليه السلام وآمن العلويين وأطلق سراحهم ورد عليهم فدكا وكان اول ما أحدثه ان عزل عن المدينة صالح بن علي الذي كان يتتبعهم بكل انواع الاذى والظلم والجور وعين مكانه علي بن الحسن بن اسماعيل بن العباس بن محمد ، ولما دخل عليه ليودعه وهو في طريقه الى المدينة قال له : يا علي اني موجهك الى لحمي ودمي وساعدي فانظر كيف تكون للقوم وكيف تعاملني فيهم.
واستمر الشيعة أينما حلوا يحتفلون بذكرى الحسين الاليمة ويرددون ما جرى عليه وعلى اسرته وعائلته من القتل والسبي والتمثيل وبكل مظاهر التشيع في العشرة الأولى من المحرم وغيرها من المناسبات سواء في ذلك البلاد التي غلب عليها التشيع كالعراق أو غيرها من المقاطعات التي كان
पृष्ठ 169