دمشق لا بد وأن يكون لها اثرها البالغ بالنسبة لعامة الناس وأن تفتك بالطبقات الكادحة الفقيرة ، وحدث من هذا النوع يصيب مدينة الرسول في تلك الفترة من التاريخ لا يتجاهله التاريخ ولا الذين كانوا يسجلون أحداث العالم الإسلامي صغيرها وكبيرها ، مع العلم ان المؤرخين لإحداث 65 و74 لم يتعرض احد منهم لحدث من هذا النوع وعلى تقدير صحة ذلك فلا بد وأن تكون المجاعة التي شردت بحر الجود وعقيلته الحوراء ابنة علي وفاطمة قد اصابت بقية العلويين والعلويات وتلك القافلة من النساء والاطفال التي كانت ترعاها وتحرسها عقيلة آل ابي طالب ، فالى اين ذهب العلويون بنسائهم وأطفالهم وعلى رأسهم الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام الذي لم يفارق المدينة وبها كانت وفاته.
ان التاريخ لم يتعرض لشيء من هذا النوع ، وهل يجوز على بحر الجود وعقيلته ان يتركا العلويين والطالبيين وأبناء الحسن والحسين يتجرعون مرارة الجوع ويفرا منها الى عاصمة الجلادين دمشق التي سيقت اليها بالامس القريب ابنة علي والزهراء على رأس تلك القافلة من الاسرى والرؤوس التي كانت يتقدمها رأس الحسين عليه السلام وكانت تتمنى الموت في كل مرحلة كان الحداة يسيرون بها وتفضله على ان تتعرض لاولئك الشامتين من اعداء جدها وأبيها ، فهل يجوز عليها مع ذلك كله وعلى ابن عمها بحر الجود ان يتركوا العلويين ونساءهم وأطفالهم يقاسون آلام الجوع ومرارته ويذهبا الى عاصمة معاوية لينعما بطيبات العيش ومتع الحياة ، لو جاز ذلك على اب المساكين كما كان يسميه اهل المدينة لا يجوز على من وهبت حياتها لخدمة اخيها وعائلته ورعايتها بعد مصرعه كما اوصاها بذلك.
ان الذين رووا أسطورة خروج عبدالله من المدينة الى قريته بضواحيها مع زوجته عقيلة الطالبيين كلهم من متأخري المؤلفين ومن غير
पृष्ठ 129