मिन नक़्ल इला इब्दाक तंज़ीर
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٣) التراكم: تنظير الموروث قبل تمثل الوافد - تنظير الموروث - الإبداع الخالص
शैलियों
وتعتمد الرسالة على المفسرين مع مزيد من التعقيل في فهم تعدد أسمائها وسبب نزولها، وإثبات التوحيد بالنقل والعقل وتحليل معاني كلمة التوحيد ومباحثها ووجوب النظر في معرفته تعالى. ويعتمد صدر الدين على الغزالي في عد مراتب التوحيد في اللسان وفي القلب. ويشير إلى المعتزلة في قولهم بوجوب النظر العقلي ويعترض الدواني على دليل الجزء الذي لا يتجزأ الذي تصوره ديموقريطس كما رد عليه بهمنيار رجل الحكماء والمعلم الثاني. وقد حوله الشيخ الرئيس إلى دليل واجب الوجود وممكن الوجود وهاما يتفق مع الميتافيزيقيا أكثر مما يتفق مع الطبيعيات، دليل الجوهر والأعراض، ودليل الجزء الذي لا يتجزأ أو الجوهر الفرد. ولكن أدلة الرازي ضعيفة بالرغم من تساؤلاته المشروعة في التفسير الكبير. وتبدأ الرسالة بالبسملة وطلب الاستعانة، وتنتهي دون عبارات إيمانية.
62
ثامنا: الأزرق، الذهبي، القزويني، الدميري، أطفيش، الطباطبائي
واستمر تنظير الموروث قبل تمثل الوافد في العصور المتأخرة في القرنين السابع والثامن وانتقالا من علم الطب إلى علم الجغرافيا أي البدن والطبيعة. وقد تحول تنظير الموروث إلى تجميع الموروث وتراكمه نقلا من عصر إلى عصر. كما تحول تمثل الوافد إلى نقل الوافد بعد أن أصبح موروثا منقولا من عصر إلى عصر. فغلب على التراكم التجميع والتجاور والحفظ دون أن يتحول الوعي الفلسفي من التراكم الكمي إلى الإبداع الكيفي، وذلك في عصر الشروح والملخصات وتدوين الموسوعات والمعاجم والفهارس حفاظا على التراث من الضياع. وإذا توقف العقل تعمل الذاكرة.
والنصان الطبيان المتأخران «سهل المنافع» للأزرق (815ه) و«الطب النبوي» للذهبي (748ه) من نفس النوع الأدبي، نهاية الطب العلمي والعودة إلى الطب النبوي، ونهاية العقل والتجربة والعودة إلى النقل والحفظ والتجميع، نهاية الطب كموضوعات علمية للدراسة وبداية الطب كأدبيات ونصوص اعتمادا على سلطة الوافد جالينوس وأبو قراط خاصة أو على أكثر تقدير طب ابن سينا لأنه الطبيب الإشراقي الذي قام فيه الطب على الأشعرية والتصوف.
1
وإذا كان الطب العلمي قد بدأ بتحويل الطب النبوي إلى طب تجريبي، والطب العقلي الوافد إلى طب عقلي طبيعي نظرا لتماهي الوحي والعقل والطبيعة فيتقابل التنزيل مع التأويل، من النص إلى الواقع مع من الواقع إلى النص فإن الطب النبوي المتأخر قد اكتفى بالتنزيل دون التأويل واستنباط الحقائق الطبية من النص استنباطا وليس من التجربة استقراء، فنادرا ما يقال كما كان يقال سابقا «وهذا دواء نافع مجرب».
وكلا الطريقين معاب. فلو كان الحديث غير صحيح لتم استنباط حقيقة طبية غير علمية. كما أن اختيار أحاديث الطب النبوي، والكثير منها موضوع، قد يخضع لمزاج شخص وثقافة شعبية متغيرة طبقا للعصور وثقافات الشعوب المتعددة داخل الأمة الإسلامية. ولو تغير العلم طبقا لتقدم العلم في التاريخ لتغيرت الحقائق الطبية البعدية بعد أن تم توفيقها مع الحقائق الطبية القبلية. يكفي فقط أن يقوم النص بدور الافتراض العلمي إذ لا يتحول إلى قانون علمي إلا بوسائل التحقق من صحة الفروض. وهذه أيضا متغيرة بتغير مناهج البحث العلمي من عصر إلى عصر، ومن حضارة إلى حضارة. ويظل الإشكال قائما في حالة تعارض النص مع التجربة، التأويل مع التنزيل. فإما أن يكون الخطأ في صحة النص أو صحة الفهم أو في جريان التجربة وقوة المشاهدة. (1) الأزرق
نموذج ذلك «تسهيل المنافع في الطب والحكمة المشتمل على شفاء الأجسام وكتاب الرحمة» لإبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الأزرق (815ه). وهو كما يبدو من العنوان مجرد تجميع بعد أن تحول تنظير الموروث وتمثل الواقع في مرحلة التراكم في العصور المتأخرة إلى مجرد نقل من الماضي دون تنظير أو تمثل كما كان في العصور الأولى. إذ يضم معا كتابي «شفاء الأجسام» و«طب الرحمة» للمقري أيضا بالإضافة إلى «اللقط» لابن الجوزي و«برأ الساعة» و«تذكرة» السويدي، وكتاب البركة، وكتاب الدرة، والمستعذب، والتبيان، وزاد المسافر، وبعض كتب الطب الأخرى، وبعض الكتب العامة، بالإضافة إلى بعض قواميس لغة لمعرفة أسماء الأدوية والقليل من المصطلحات الطبية.
2
अज्ञात पृष्ठ