मिन नकल इला इब्दाक तालिफ
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
शैलियों
ويسهل تعشيق أخلاق أرسطو في الأخلاق الإسلامية؛ نظرا للغاية القصوى التي يترقى إليها الحكيم للوصول إليها بجهده، وهو الله الذي يعين الإنسان ويوفقه. البنية واحدة، والفرق في الألفاظ طبقا لمنطق التشكل الكاذب. بنية العقل عند أرسطو هي نفسها بنية الوحي؛ لذلك يسهل تركيبها في بنية واحدة تكشف عن اتفاق العقل والوحي؛ لذلك نادرا ما يستعمل مسكويه لفظ أرسطو «يقول»، بل يستشهد بنص له لإثبات ما يعرفه مسكويه من قبل. العقل يثبت الوحي ويؤكده؛ فالسعادة عند أرسطو شريفة، وسيرتها ألذ، ولكنها محتاجة إلى سعادات أخرى خارجة حتى تظهر بها، وإلا ظلت كامنة غير ظاهرة، وكان صاحبها كالنائم لا يظهر فعله. أما السعادة الإلهية فإنها تظهر الكامن؛ فالوحي ازدهار للعقل وإكمال له. وكذلك لا يدل مدى تحمل الإنسان للأشياء التي تعرض للبحث على عظمة النفس. أما من لم يعرف السعادة ووصل إليها، فإن القدرة على التحمل تكون موضع اختبار، إما سعادة وهناء، وإما شقاء وتعاسة. وكذلك يقول أرسطو ببقاء النفس ومعادها، جزاء على الأعمال، ويحل الشكوك التي أوردها على نفسه بأن الإنسان يتأثر وهو حي بسيرة أولاده، فالأولى أن يتأثر بسيرته هو بعد الموت طبقا لأعماله الفاضلة. فهذه قراءة إسلامية لحجج أرسطو ضد الشك في بقاء النفس بعد الموت إكمالا للعقل وبالدين، وللفطرة بالوحي. السعادة شيء ثابت، والإنسان متغير؛ ومن ثم ليست السعادة في الموت، بل في الحياة؛ مما يدل على وجود حياة بعد الموت.
8
من السهل إذن تحويل المثالية اليونانية إلى رؤية إسلامية قديما عند حكماء الإسلام.
9
وإذا كانت القسمة العقلية عند أرسطو معقولة دونما حاجة إلى إكمال من الوحي، فإن مسكويه يؤكدها دون أن يضيف عليها شيئا، مثل تقسيم الجائر إلى جائر أعظم لا يقبل الشريعة، وجائر لا يقبل قول الحاكم العادل، وجائر لا يكتسب، بل يغتصب الأموال. الجائر الأول مجدف في الدين، والثاني في السياسة، والثالث في الاقتصاد. كما أن العدالة إما من الناس إلى الله، وإما من الناس إلى الناس الأحياء، وإما من الناس إلى الناس الأموات. الأولى في الدين، والثانية في المجتمع، والثالثة في التاريخ. وبعد أن يثبت مسكويه اتفاق قسمة أرسطو مع العقل والطبيعة يعشقها في الوحي ويكملها به؛ فيذكر العبادة الموصلة إلى الله، ويستعمل ألفاظ الخالق والمخلوق ومصطلحات الشرع، والصلاة والصيام، والإقرار بالربوبية، وإعادة كتابة الوافد بلغة الموروث، وقراءة أرسطو باللغة العربية. يعلن مسكويه عن أرسطو في البداية حتى يتمثل الوافد في الموروث، ثم يضعه في قالبه، ثم إكماله بالموروث حتى يصعب بعد ذلك التمييز بين الاثنين؛ فالعبادات عند أرسطو من أعلى إلى أدنى، تختلف باختلاف الناس طبقات ومراتب، ثم صلوات وصيام وخدمة وهياكل ومصليات وقرابين، ثم الإحسان إلى النفس بتزكيتها، ثم الإلهيات حتى تكمل معرفة الله، وأخيرا الإقرار بالربوبية والاعتراف بالإحسان والتمجيد بحسب الاستطاعة.
10
ويتم تعشيق الوافد في الموروث أيضا في موضوع المحبة. البداية من أرسطو كبناء عقلي خالص، والنهاية أيضا أرسطو بعد أن تمت قراءته قراءة إسلامية، تمثلا للوافد داخل الموروث، وإدخالا للعاشق في المعشوق؛ فتتحول المحبة أو الصداقة أو الوله أو العشق عند أرسطو إلى المحبة الإلهية التي ذكرها أرسطو أيضا حكاية عن إيرقليطس أنها تقع عندما تتشابه الأشياء وتتشاكل لا تختلف وتتباين. ويستدل أرسطو على ذلك بأن صانع المعروف يدعو لصانع المعروف بالسلامة والبقاء وسبغ النعمة، وكذلك يتعاهد المقترض مع المقترض على سلامته حتى يعود إليه القرض لا المحبة، وهذا يدل على حاجة الإنسان إلى الصديق في السراء والضراء؛ في السراء يحتاج إلى المؤانسة، وفي الضراء إلى المعونة، ثم تجاوز أرسطو هذه الألفاظ كلها إلى السعادة الخاصة الخالصة لله ثم للملائكة والمتألهين التي يصل إليها الإنسان، والإنسان وحده عن طريق الفضائل، وهي الأمانة التي اختارها الإنسان وأبتها الجبال والسموات والأرض. ويستعمل جدل المطلق والمقيد، وهما من مباحث الألفاظ عند الأصوليين، لتقييد ألفاظ أرسطو حتى تصب في وعاء الموروث، وإطلاق ألفاظ الموروث حتى تتسع للوافد. يتحدث أرسطو عن الملائكة والله سبحانه تعالى، جل وعز، وعن الإبداع والعناية، وعن الصلاة والصيام.
11
ويتم التعبير عن الإسلام بلغة المحبة والسعادة والصداقة والعقل والخير.
12
अज्ञात पृष्ठ