नक़ल से इज़ाद तक तदवीन

हसन हनफ़ी d. 1443 AH
189

नक़ल से इज़ाद तक तदवीन

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

शैलियों

19

وكما يتم رسم صورة مرئية لأجساد الفلاسفة كذلك يتم تمثيل صورة لجسد هرمس الهرامسة مستنبط من فكره وشخصيته، فن استنباط الجسم من الروح كما يتخيل الفنانون المحدثون صورا للحكماء القدماء.

20

وأسقليبوس تلميذ هرمس الثالث المصري، سكن الشام؛ أي اجتماع مصر والشام. أوحى الله إليه كما ذكر جالينوس في كتابه الحث على الطب، وأنه أقرب إلى الملك منه إلى الإنسان. وهو اسم مشتق من البهاء والنور كما يروي أبقراط. والطب صناعة لا يعمل بها إلا من كان طاهرا عفيفا نقيا، من الإشراقيين المثاليين وليس من الإشراقيين الخبثاء؛ أي من كان عارفا بالله «سبحانه وتعالى»، وأن يكون الطبيب رحيما عفيفا محبا لمنفعة الناس. وقد ارتفع إلى الهواء في عمود من نور كما روى أبقراط. كان مشتغلا في هيكل بالتقديس كما يروي أفلاطون في كتاب النواميس. عرف أن المرأة زانية بعد أن تخاصم الزوجان. كما عرف أين خبأ الرجل المال بعد أن اشتكى إليه ضياعه حتى أضاعه الله منه كما روى أفلاطون. كما تنبأ بموت الملك كما روى أفلاطون. كانت على عصاه صورة حية لأنها أطول عمرا، رمزا على عدم اندثار العلم كما حكى أبقراط، مصنوعة من شجر الخطمي النافع في جلب الاعتدال كما يحكي جالينوس. وعنه روايات أخرى شنيعة في تواريخ النصارى مما يدل على كثرة الروايات والأساطير عنه. إنما النواة عند ابن جلجل أنه تعلم الطب والفلسفة بوحي من الله وإلهام منه. ويستعمل الشهرزوري رواية جالينوس عليه. وهو أحد الملوك الأربعة بعد هرمس. أسس عبادة الأصنام والهياكل. وعاش في مصر والشام مما يدل على وحدة الدين منذ أقدم العصور. وهو نموذج الجمع بين النبوة والحكمة في بداية التاريخ، لا فرق بين حكماء الإسلام أصحاب النبوة، وأنبياء اليونان أصحاب الحكمة. الاسم يوناني وهو نبي. فحكماء اليونان أنبياؤهم. أقواله جزء من الأدبيات الشرقية كما توحي بذلك عبارته: المستعان بالله عليكم، أخذتم الدنيا على الآخرة، رب أعطوني ما ليس لي، الحمد للمنعم والاستغفار من الذنب.

21

ويبدو أسقليبوس إلها وإنسانا مثل ديونوسيوس. فقد قال جالينوس في تفسيره لعهود أبقراط إن الذبائح كانت باسم أسقليبوس، وقال أفلاطون في كتاب السياسة إن أسقليبوس كان رجلا مؤيدا ملهما.

22

ولا فرق في بدايات البشرية بين الآلهة والأبطال والأنبياء والملائكة والقواد العظام. ويتحدث الله إلى لوجوس. وانكشفت لأسقليبوس أمور عجيبة من العلاج بإلهام من الله «عز وجل»، فكان طبه طبا إلهيا كما ذكر جالينوس؛ ومن ثم لا يجوز قياسه على الطب البشري وإلا أمكن قياس الطب العلمي على طب الطرقات. لقد أوحى الله «تعالى» إلى أسقليبوس أنه أقرب إلى الملك منه إلى الإنسان. رفعه الله «تعالى» إليه في الهواء في عمود من نور كما يروي أبقراط. وكان اليونانيون يتشفعون به عند قبره، وكان يسرج عليه كل يوم ألف قنديل. كان شبيها بالله «تعالى» فارتفع إلى السماء، وكانت تقدم الذبائح باسمه تقربا إلى الله «تبارك وتعالى». لذلك كان يسمى الرجل الإلهي، وكل إنسان يتشبه بالله «تعالى» على منواله.

23

يجمع بين الطب والحكمة والتصوف، ويختلط أسقليبوس الأول والثاني والثالث، ويتدرج من الإله إلى البشر، فالأول إله أكثر منه إنسان، والثالث إنسان أكثر منه إله. فمسار التاريخ هو التحول من الألوهية إلى البشرية. وينتقل منهج التعليم من الإلهام إلى القياس والتجربة إلى الحيل، من التقدم إلى التأخر، ومن الطبيعة إلى الصنعة. فالمناهج أيضا متطورة بتطور التاريخ من الدين إلى العلم. وقد وجد أسقليبوس الأول علم الطب في هيكل برومية. ولقد تم تأليه يونانيين آخرين مثل هرمس، أنبادقليس، فيثاغورس، سقراط، أفلاطون.

अज्ञात पृष्ठ