नक़ल से इज़ाद तक तदवीन
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
शैलियों
وبابل مدينة فلاسفة الشرق الذين وضعوا الحدود والقوانين. وهم حذاق الفرس. وهنا تختلط بابل بفارس للقرب الجغرافي على شاطئ العرب.
وهرمس الثالث سكن مصر بعد الطوفان، وهو مؤلف كتاب الحيوان ذات السموم. كان فيلسوفا طبيبا عالما بطبائع الأدوية القتالة والحيوانات المعدية. يعرف طبائع أهل البلاد، وعالم بالكيمياء. خاط الثياب، وبنى الهيكل، ونظر في الغيب، وألقى القصائد، وبنى الأهرام، ووضع فيها كل العلوم والصناعات حفظا لها من الطوفان.
11
كما حل هرمس بمصر بعد أن أرسل الله الأنبياء إلى بابل واختلطت أحوالهم. سكن هرمس الهرامسة بصعيد مصر، وبنى الأهرام، وعاش في مدينة منف التي تبعد اثني عشر ميلا عن الفسطاط، والتي بها دار الحكمة قبل الإسكندرية. وهرمس تلميذ أغاثاذيمون العربي أو أنبياء مصر واليونان، أورويا الثاني، وإدريس أورويا الثالث. خرج هرمس من مصر وعاد إليها، ورفعه الله إليه. فالرفع إلى السماء كان عادة شرقية قبل عيسى. وكان أسقليبوس تلميذ هرمس المصري. وولد شيث بصعيد مصر أو الشام، وهما مركز الحضارة في ذلك الوقت وحتى اليوم، بر مصر وبر الشام. وتعني أغاثاذيمون السعيد. الجد هو شيث عليه السلام. عرف إدريس صفات النبي للناس. وهو كامل مستجاب الدعوة بمذهب صلاح العالم. قبلته على جهة الجنوب. وأحضر إلى الإسكندرية علوم الهند والصين وبابل إلى مصر.
12
وأخذ سقراط من علومها حتى وإن لم يأت إلى مصر. وفيها نشأت الهندسة لاحتياج المصريين إليها لقياس النيل وللزراعة. وأفلاطون بلغه أن قوما من أصحاب فيثاغورس بمصر، فسار إليهم ليتعلم الحكمة منهم قبل أن يصحب سقراط ويزهد في أقراطيلوس. ثم عاد إلى أثينا. ونشأ بطليموس بالإسكندرية، فيها ولد وفيها مات. حدث طوفانان: الأول أغرق العالم والثاني أغرق مصر فقط. فالمصريون مع اليونان من الحكماء الأقدمين والفلاسفة المتأهلين. فليس القدماء وحدهم اليونان، بل إن أمنون ابن هرمس الرابع هو أبو سيلوخس. وهذه إضافة الشهرزوري، وهو غير المصري، على قراءة التاريخ باستثناء القفطي الذي أشار إلى أن أمية بن أبي الصلت كان في مصر.
13
لا يهم التاريخ أو النسق، بل المهم التعبير عن العظمة ووحدة حضارات الشرق القديم، وحدة حضارة الشرق والغرب. فالحقيقة واحدة في البداية قبل أن تتعدد. هي النموذج أو المثال، ثم تتجلى بعد ذلك في مصر جنوبا، وبابل وكلدان شمالا، والهند وفارس شرقا، واليونان والرومان غربا. الحقيقة واحدة والحضارات مختلفة. هرمس يعبر عن روح الشرق والغرب والشمال والجنوب، روح العالم. يمثل مدرسة فكرية واحدة، الفلسفة الإشراقية بصرف النظر عن ممثليها.
وقد تكثر الهرامسة لأن هرمس الهرامسة أصبح نمطا مثاليا يخلق وقائع متعددة أكبرهم ثلاثة: الأول حفيد كيومرث عند الفرس؛ إذ تعني كيو الحياة، مرث البشرية الفانية. وقد تحولت الفرقة الكيومرثية إلى فرقة ثنوية. والثاني أخنوخ عند العبرانيين، وهو أخنوخ بن تارخ للتأكيد على التاريخية، ونسبة أخنوخ بن تارخ بن هلليل بن قطان بن أنوش بن شيث بن آدم سلسلة متصلة كالأنبياء. والثالث إدريس عند العرب. وهذا يعني أن هرمس يجمع ثلاث حضارات شرقية: فارس، والعبرانية، والعربية. وهرمس أيضا ثلاثة: الأول مصري صاحب الكتاب والعلوم، إمام بصعيد مصر، وبنى الأهرام؛ فالعظمة في الشخص والفعل والمكان. والثاني بابلي كلداني تلميذ فيثاغورس، جمع بين الطب والفلسفة والطبيعة والرياضة. والثالث يوناني تلميذ فيثاغورس، عرف علوم الحيوان والطب والكيمياء وأستاذ أسقليبوس. واللفظ مشتق من أرمس، وانقلبت الألف اليونانية هاء مما يؤكد الأصل اليوناني. وله أسماء عديدة أخرى مثل عطارد وطرسمين عند اليونان.
14
अज्ञात पृष्ठ