मिन नकल इला इब्दाच शरह
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
शैलियों
19
ويزول الغموض بإزالة الشكوك كما هو واضح في المقالة الثالثة في توضيح الغموض والانتقال من الشك إلى اليقين.
20
فإن لم يكن الفكر واضحا وكان غامضا فإنه يكون في حاجة إلى بيان. وأفعال البيان هي أكثر الأفعال استعمالا في الشروح بل وفي التلاخيص والجوامع في الأزمنة الثلاثة مما يبين أن فعل البيان مستمر في مسار الفكر من السابق إلى اللاحق. وقد يكون البيان بالاستقراء أي بالإحصاء المعنوي حتى تصل القرائن إلى حد إعطاء اليقين وإن لم يكن إحصاء كاملا، وهو ما تم استعماله من قبل في السماع الطبيعي، فكما أن لأرسطو وحدة الموضوع فإن له أيضا وحدة المنهج الذي يكشفه ابن رشد في البيان. وهو استقراء أصولي عرضه ابن حزم قبله والشاطبي بعده.
21
وقد يكون البيان نظرية في الاستدلال في صيغة «لما تبين ... فإنه يتبين» وكأن البيان وضوح مثال من بيان إلى بيان، ومن وضوح إلى وضوح، من الفعل الماضي «كما بينا» إلى المضارع «يتبين» إلى المستقبل «سنبين».
22
والتوجه نحو المعنى هو توجه نحو القصد؛ فالمعنى قصد في شعور أرسطو. والقصد هو المعنى الكلي، هو حركة الشعور نحو الهدف النهائي. ليس المعنى تصورا منطقيا أو رمزا رياضيا بل هو «اتجاه الشعور نحو». لكل مقالة غاية وهدف وقصد، ويكون مجموع هذه المقاصد المقصد الكلي لكتاب ما بعد الطبيعة، ويحدد القصد الكلي العام للعلم المقاصد الجزئية لكل مقالة. فإذا كان القصد الكلي العلم النظري للحق المطلق فإنه في الألف الصغرى بداية تحقق هذا القصد بداية بالأمور العامة. بيان القصد هو جزء من البيان العام وفعل الإيضاح؛ لذلك يتم التعبير عن القصد بلفظ البيان. وقد يكون القصد هو إدخال الجزء في الكل، وتركيب الموضوع ولم أجزائه معا من السابق إلى اللاحق. ويتم الإعلان عن القصد في أول المقالة وفي آخرها، إعلانا لها في البداية وتحقيقا لها في النهاية. وترتبط المقاصد بعضها ببعض لتحقيق القصد الكلي للعلم. ثم يفصل الغرض بعد ذلك قصدا قصدا. والغرض في نص أرسطو، ويفتتح به المقال. ويدركه ابن رشد ويفتتح به شرحه من أجل تجميع العناصر كلها نحو القصد الأول. وقد يكون المقال متعدد المقاصد، القصد الأول والمقاصد الثواني، الهدف الرئيسي والأهداف الفرعية؛ وبالتالي يكون هدف الشرح إحضار الأجزاء إلى الكل الأول . وفي كل مقال ينبه ابن رشد على غرضه وغرض المقال السابق وغرض المقال اللاحق حتى تتسلسل الغايات والمقاصد نحو القصد الكلي. غرض مقالة بيان أن الفعل أفضل من القوة وهو موضوع المقالة. فلا فرق بين الغرض والموضوع. الموضوع في الخارج هو القصد في الشعور. وقد يكون غرض مقال آخر إبطال الأقاويل الجدلية في هذا العلم وإثبات تناقضها من أجل إفساح المجال للأقاويل البرهانية التي عليها وحدها يتأسس العلم. وكذلك التخلص من الأقاويل المتعارضة حتى يخلص العلم من وجهات النظر، عودا إلى الأشياء ذاتها المتفق عليها بين العلماء. وقد لا يظهر غرض بعض المقالات مثل مقالة الجيم لأنها ربط بين مقالين، تلحق بالغرض السابق أو اللاحق. في حين يظهر الغرض بوضوح في المقالة السابعة، مناقشة موضوع الصور المفارقة ومعركة أرسطو ضد أفلاطون ومع أرسطو ضد بدايات الاغتراب الديني، أزمة كل عصر، ومنفعتها من أجل تحرر الإنسان من أسر الطبيعة وضررها بعد تحقيق الغاية في التجرد والتكلس، ووظيفتها في إعادة التوازن إلى الشعور بين الواقع والمثال. وقد يكون الغرض تفصيل دلالة الأسماء على المعاني سواء كانت بالأفراد أو بالاشتراك على ما هو معروف في تحليل اللغة عند الأصوليين. وقد يكون التعبير عن القصد سلبا أي نفي القصد.
23
ويفسر ابن رشد الجزء بالكل. النص بالعلم، والعلم بالنسق كله. فالكل هو الذي يضبط معنى الجزء، فيتفادى التكرار، ويلم جوانب الموضوع، ويرى البناء أولا، يضع فيه مكوناته المختلفة التي تظهر عبر مقالات ما بعد الطبيعة المتتالية. وهذا هو الذي يفسر الإحالات إلى باقي العلمين الآخرين، المنطق والطبيعة أو إلى فروعهما كتابا كتابا في كل من العلمين. فمع التحليل يوجد التركيب، ومع العرض توجد البنية.
अज्ञात पृष्ठ