मिन नकल इला इब्दाच शरह
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
शैलियों
19
كما لا يبعد النص المشروح عن تصور العالم للنص الشارح. فالشرف في الطبيعة، والكمال في الوجود. والطبيب خادم الطبيعة. والطب فلسفة نظرا وليس مجرد ممارسات عملية. ولا يظهر الموروث صراحة فلا حاجة لذلك طالما أن العقل قادر على احتواء النص. وإذا كان النص المشروح إرشاديا تعليميا فإن النص الشارح يزيد من ذلك ويتوجه إلى مخاطبة القارئ أسوة بأسلوب التأليف العربي.
20
وبالرغم من أن الشرح والتلخيص تجاوز المسافة بين القارئ والمقروء إلا أن التمايز ما زال قائما بين الشارح العربي والنص اليوناني. فالشرح ما زال يذكر اللغة اليونانية ويركز على التمايز اللغوي، ويحيل إلى الآخر، قدماء اليونانيين. كما أن النص المشروح يكشف عن حضور الشرق والغرب داخل اليونان.
21
ولا يظهر نقل الوافد على الموروث لأنها رسالة علمية دقيقة صرفة، ومناطق التعشيق فيها غائبة تماما أي مستوى الإلهيات، باستثناء البدايات بالبسملة بل ودون نهايات.
22 (ج) وهناك «مختصر لكتاب الأخلاق لجالينوس» ربما من وضع أبي عثمان سعيد بن يعقوب الدمشقي كما أخبر بذلك ابن أبي أصيبعة.
23
أبقى على فلاسفة اليونان أفلاطون وهرمس ثم أبقراط ثم سقراط وأرسطو وسولون، كما أبقى على أسماء الفرق مثل الفلاسفة والقدماء، وتظهر اللغة اليونانية إحساسا باللغة المترجم منها، وكعادة التلخيص في التركيز على المعاني دون الألفاظ، وعلى استدلال الفكر دون العبارات. ويظهر مسار فكر جالينوس، بداية ونهاية، مقدمات ونتائج، والأسلوب أدبي طبيعي كأنه تأليف وليس تلخيصا، إعادة كتابة النص وكأنه نابع من الحضارة. وهي أخلاق طبية بيولوجية تعتمد على العضو الحي، ولا تخرج النتائج عن الفكر العقلاني الإسلامي العام الذي يقوم على الثنائية الخلقية الناتجة عن الثنائية الدينية وعلى استحقاق الذم والمدح كما هو الحال عند المعتزلة في قانون الاستحقاق، وإن العوام أشد طاعة للأغنياء منهم إلى الفقراء.
ويغيب الموروث كلية من التلخيص. فما زال التلخيص يتم للوافد دون نقله على الموروث كما هو الحال في المراحل التالية كالعرض والتأليف والتراكم. ومع ذلك تظهر بعض التعبيرات الدينية مثل أن محبة الجميل من محبة الله تعشيقا في حديث: «إن الله جميل يحب الجمال»، ولا كرامة أعظم مرتبة من الاقتداء بالله حسب الإمكان البشري ، ومعرفة الإنسان بالأشياء الإنسانية والإلهية. ويستعمل الإيقاع والنظم في تسبيح الله. والفيلسوف هو العالم بالحكمة أي بالأمور الإلهية، وهي الحركات السماوية والأفعال الطبيعية الكلية والحيوانية والنباتية. والحكمة التامة لله تعالى وحده، فهو الحكيم المطلق. فإيثار الحكمة والميل إليها أمر إلهي جليل القدر، ومحبة الخير تشبه بالله لأن الله محب للخير، ومحبة الله محبة أفاضل الأبرار. والله يتعالى عن الإحسان.
अज्ञात पृष्ठ