मिन हय इला मय्यित
من حي إلى ميت: إلى أخي
शैलियों
يا أخي:
مات بعدك كثيرون، ونشرت صحف الموت أخبارهم.
مات عدد من رجال الحسب والنسب، ورهط من رجال السياسة والحرب.
فقام الناس وقعدوا لهؤلاء وأولئك بالسواء.
نعاهم الراديو إلى العواصم وأمهات المدن، ونقلت أسلاك البرق خبر وفاتهم إلى جميع أنحاء المعمورة.
أثبتت رسومهم جرائد الأمم، وكتبت عنهم الفصول الطويلة، معددة تاريخ حياتهم، وجليل مآثرهم، ونصب لمعظمهم التماثيل الفخمة والقبور الثمينة.
إن موتهم أشغل العالم قاطبة، مع كونهم لا يتجاوزون المائة عدا.
وأما غيرهم الذين ماتوا في هذا العهد، وكانوا ألوفا مؤلفة، فلم يشغلوا غير جزء يسير من محيطهم؛ حيث لم يشعر بموتهم غير أقربائهم الأدنين وأصدقائهم المخلصين.
إن حياتهم كانت كحياة الأشجار، لم يشعر بوجودها غير أصحابها ومن جاورها وعابر الطريق.
ولكن لا بأس، فبين هؤلاء المنسيين من عالمهم من كانوا قدوة صالحة في سمو أخلاقهم، وأنموذجا حسنا في استقامتهم وتهذيبهم.
अज्ञात पृष्ठ