मिन हय इला मय्यित
من حي إلى ميت: إلى أخي
शैलियों
خبر عن صحف الحياة
يا أخي:
كما ينشر الموت صحفه، معلنا في كل لحظة ضحاياه، هكذا تنشر الحياة في كل آونة أخبارها، معلنة مواليدها الجديدة.
ومن مواليدها الآن مولود يهمك معرفته؛ لأنه يمت بنسبه إلى أقرب الناس إليك وأحبهم إلى قلبك، كيف لا وهو ابن أخيك، وسليل أبيك وجدك؟!
جاء العالم في هذا اليوم، يوم الجمعة الواقع في العشرين من حزيران سنة 1930 الساعة الحادية عشرة ونصف ساعة مساء.
جاء من العالم المجهول إلى هذا العالم، ودعوناه باسمك منذ مجيئه؛ لأنه يشبهك جد الشبه، عيناه تشعان نورا وجمالا كعينيك، ووجهه مستدير وجذاب كوجهك، ولونه حنطي كلونك.
بكى منذ أبصر النور، ولا أدري لماذا استقبل الحياة باكيا؟
هل هو يؤثر الظلام على النور، أو الموت على الحياة؟
أو بالأحرى بكى لانفراط عقده عن أمه؛ حيث كان في أحشائها متصلا بها، فأصبح منذ أبصر النور منفصلا عنها.
هو من مواليد اليوم، ولكنه ليس ابن يومه؛ لأن ولادته الآن ليست بدء حياته الحاضرة، بل هو بحق يدعى ابن اليوم الذي به انفرط عقده عن أبيه، وتصور في أحشاء أمه.
अज्ञात पृष्ठ