إنها لتسب وترمي بالفاحشة، وإنها لتصفع وتلطم؛ فإذا لم ينفع شيء من ذلك فإن العصا ثمة تلهب الجسد حتى يسيل دمه!
وفي الخدم يتامى يحملن ذكريات غالية لآباء وأمهات قد غيبهم التراب، فما يطقن السباب والفاحشة!
وفيهن ضعيفات دقيقات الأجسام، فما يحتملن الصفع وإلهاب العصا!
وفيهن شرسات عارمات، يرددن الذل والمهانة مثلا بمثل وزيادة!
وأكثرهن لا يخطئن عن قصد ونية، ولكن هكذا صاغتهن الحياة التي عشن، فإن للإحسان والإساءة عندهن مقاييس غير ما نقيس به ونزن ...
ولكن السيدة «إنصاف» لم تكن تعلم؛ فإنها لتقيس أعمال الخادم بعقلها هي لا بعقل الخادم؛ فما لواحدة منهن عذر أو حق في المغفرة!
وخف محمل العصا في يمينها فقست، ثم تدرجت في القسوة فنونا؛ فإنها لتجيع وتظمئ، وتكوي الجسد بالملعقة المحماة على النار!
وماذا تملك الخادم في مصر لنفسها، وقد نشأت في الذل والفاقة، وإنما يعمل أكثرهن ليعيش آباء وأمهات!
لكأنما كان فساد أكثر الخدم في مصر انتقاما من قسوة بعض السادة!
وطغت السيدة «إنصاف» وطاش طيشها فإن لها لضحايا عدة، وأملى لها المنتقم!
अज्ञात पृष्ठ