إلى حلبون
نشرت سنة ١٩٣١
سألتَني أن أحدثك عن رحلتي إلى حلبون، وتالله ما عجبت لسؤالك عجبي من تسميتك مثل هذه الزّورة القصيرة رحلة. إنما يرحل الناس يا صاحبي إلى باريز أو لوندره (١) لا إلى حلبون! وإنما يدوِّن الناس قصة فيها لذة أو فائدة، وما في قصتي شيء من ذلك، وما هي بالتي تستحق التدوين. ولكنك أصررت عليّ فكتبتها لك، وما أدري ماذا تريد أن تصنع بها؟ وأخاف أن تتلوها على الناس أو تنشرها بينهم فتفضحني بها، وما كتبتها لتُنشر أو تُتلى بل لتقرأها أنت وكفى.
* * *
أنشأت الحكومة في حلبون مدرسة ابتدائية كانت في نظر «الحلابنة» أعظم من جامعة السوربون في رأي الباريزيين، واختارت لها أستاذًا من أصدقائنا الشباب، فدعانا لنراها معه فلبينا الدعوة شاكرين مهرولين.
_________
(١) باريس ولندن، كذلك كانتا تُسميان في تلك الأيام (مجاهد).
1 / 77