मिन अकीदा इला थावरा (4): नुबुव्वत - माअद
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
शैलियों
ويمكن أن تكون وسيلة الاتصال غير مرئية بخلق علم ضروري في النفس دونما رسول، ويمكن أن يكون الرسول مرئيا للمرسل إليه وحده دون غيره أو يكون مرئيا له ولغيره دون أن يتعرف الغير عليه كرسول.
21
والحجة الثالثة أن التصديق بها يتوقف على العلم بوجود المرسل، وذلك لا يحصل إلا بغامض النظر وغير مقدر بزمان، ولما كان للمكلف الاستمهال ودعوى عدم العلم فيلزم إفحام النبي وعبث البعثة، وإلا لزم التكليف بما لا يطاق وهو قبيح عقلا، والحقيقة أن التصديق بالنبوة لا يتوقف على وجود المرسل، بل على الصدق الداخلي وبرهان العقل ومصالح العباد، بالإضافة إلى الصدق الخارجي عن طريق التواتر لإثبات الصحة التاريخية للنصوص؛ أي للوحي المكتوب. وقد يكون البرهان واضحا بديهيا وليس غامضا، ويمكن في عمر الإنسان الوصول إليه ويكون في العمر بقية للتنفيذ، وربما يعبر عن هذه الاستحالة بالتساؤل حول كيفية اتصال المطلق بالنسبي واللامرئي بالمرئي، فإذا كان الاتصال لا يتم إلا بين نوعين متجانسين، فكيف يتم اتصال بين طرفين مختلفين؟ فإذا كان الله غير مشاهد أو مرئي، فكيف يتم الاتصال بينه وبين الرسول وهو مشاهد مرئي؟ وإذا كان الرسول مشاهدا مرئيا، ألا يقتضي ذلك أن يكون الطرف الآخر كذلك؟ ويسهل الرد على هذا التساؤل بالتفرقة بين المطلق والنسبي اعتمادا على حجج العقول، واستنادا إلى نظرية الوجود بالتفرقة بين القديم والحادث، أو بين الواجب والممكن، أو حتى بالرجوع إلى المبادئ العامة الأولى في التفرقة بين العلة والمعلول.
22
وقد يعترض على وجوب النبوة بمسألة التفضيل أو الاختيار، فإذا كان البشر متساوين فكيف يفضل إنسان على آخر يختار كي يكون نبيا؟ لا يكفي لتبرير الاختيار الحر مجرد إرادة المختار؛ لأنه تبرير لا عقلي، ولا يكفي أن يكون سبب الاختيار والتفضيل عمل النبي واجتهاده؛ فكثير هم العاملون المجتهدون؛ وبالتالي يظل السؤال قائما: لم هذا العامل المجتهد بعينه؟ ولا يكفي أيضا أن يكون سبب الاختيار هو اضطرار النبي للعلم؛ إذ يظل السؤال قائما: لماذا اضطرار هذا الإنسان بعينه كي يكون نبيا دون غيره، فضلا عن أن اضطراره لا يفسر سبب الاختيار والتفضيل بقدر ما يفسر كيفية تلقي الوحي، ولا يكفي أيضا أن يقال إن سبب الاختيار هو قدرات طبيعية لدى الرسول؛ لأن القدرات خلقية لا دخل فيها لمسئولية الأفراد واستحقاقهم الشخصي؛ وبالتالي يظل سؤال الاختيار قائما، خاصة وأن الرسول ينال أعظم أجر وأفضل منزلة، والحقيقة أنه لا رد على هذا السؤال الشخصي، وسيظل باستمرار واردا في هذا الشخص أو ذاك.
23
إنما الرد الوحيد هو ضرورة وجود الرسول كوسيلة لتلقي الوحي، ولما كان الشخص مجرد وسيلة، فإن سبب التعيين يكون سؤالا افتراضيا صرفا. الرسول هنا هو عموم الشخص وليس خصوص الرسول.
تقوم إذن الاستحالة المبدئية على إنكار النبوة على أساس مبدئي ومنهجي قبل أن تتناولها كموضوع تاريخي؛ وبالتالي لا يمكن التعرض لها إلا على هذا الأساس؛ أي بيان إمكان النبوة قبل بيان وقوعها. (ب) الاستحالة العقلية
وتقوم الاستحالة العقلية على اكتفاء العقل دونما حاجة إلى مصدر آخر للمعرفة، فالمعرفة مصدرها واحد وهو العقل، ففي العقل الكفاية لكل أنواع المعارف؛ وبالتالي تستحيل النبوة، ويكون إنكار النبوة على درجتين، إما أن تنكر النبوة على الإطلاق بلا استثناء، أو تثبت نبوة وتنكر أخرى؛ الأولى أقرب إلى الإنكار المبدئي الميتافيزيقي، والثاني إنكار عملي شعوبي طائفي يفضل نبيا على آخر، ويعترف بنبوة دون أخرى، ويصعب التوفيق فيه بين الإنكار المبدئي والاعتراف الجزئي.
24
अज्ञात पृष्ठ