आस्था से क्रांति तक (1): सैद्धांतिक परिचय
من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية
शैलियों
1
تظهر المادة الكلامية من خلال تاريخ الفرق، مختلطة غير واضحة المعالم؛ فهي تاريخ للفرق، وتاريخ للجماعة الأولى، وبيان لعقائد أهل السنة، ونقد للفرق، يختلط في ذلك كله النقل بالعقل مع الاعتماد أكثر على النقل حتى لتقترب بعض المصنفات من كتب الآثار لكثرة ما ورد فيها من منقول.
2
ولكن في مقابل ذلك، تظهر الفرق من خلال الموضوعات، خاصة من خلال موضوعي التوحيد والنبوة، ويتم التركيز على الفرق غير الإسلامية؛ لأنها هي التي تمثل الخطورة من الثقافات المجاورة الغازية، حتى إنها تشمل أكثر من نصف العلم.
3
ثم تظهر الموضوعات وهي توحي ببناء العلم، فتظهر نظرية العلم ونظرية الوجود كمقدمة للعلم، وهو ما استقر في بناء العلم حتى قبل مرحلة العقائد الأخيرة، ولكنها لا تشمل إلا جزءا من سبعة أجزاء من العلم في حين أن هذه المقدمات هي التي ستبتلع العلم كله فيما بعد، حين اكتمال بناء العلم.
4
وفي بناء العلم ذاته، تفوق السمعيات الإلهيات (التوحيد والعدل) من حيث الكم؛ مما يدل على أن العلم ما زال في مرحلته الإيمانية، ولم تصبح فيه بعد العقليات؛ وهي الإلهيات، الموضوع الأشمل والأعم، كما تتداخل السمعيات مع الإلهيات من حيث الأولوية، فأحيانا تكون لها الأولوية إذ تسبق النبوة الحديث عن المجسمة في حين أنها أصبحت تالية للإلهيات في بناء العلم النهائي مما يدل على أن العلم ما زال في مرحلة تسبق فيها السمعيات العقليات، وتغلب فيها الموضوعات الإيمانية على الموضوعات العقلية. وفي الإلهيات، يفوق التوحيد من حيث الكم العدل حوالي عشرين مرة مما يدل على أن الدفاع عن الله كان هو الغالب على الدفاع عن الإنسان، وأن إثبات الله في ذاته وصفاته كان أهم من إثبات الله في أفعاله، وهو ما حدث في العقائد المتأخرة عندما ابتلع التوحيد العدل من جديد، وضاع العدل لحساب التوحيد، واختفى الإنسان لحساب الله، ولكن يبقى للعدل ميزتان: الأولى أنه مبحث متميز عن التوحيد، ولو أنه قليل من حيث الكم، والثاني أنه أحيانا يسبق التوحيد من حيث الترتيب والأولوية وأحيانا يتلوه، وتداخل التوحيد مع العدل في موضوع الأفعال يدل على ظهور العدل من خلال التوحيد كموضوع مستقل يبلغ أوجه في المصنفات الاعتزالية عندما يفوق العدل التوحيد على الأقل من حيث الكم إن لم يكن من حيث الترتيب، أما السمعيات فإنها تتركز كلها حول موضوعين اثنين: النبوة والإمامة من موضوعات أربع ظهرت فيما بعد في بناء العلم: النبوة والمعاد، والأسماء والأحكام (الإيمان والعلم)، والإمامة، ولكن من حيث الكم تفوق الإمامة النبوة، وتبلغ أربعة أمثالها مما يدل على أهمية السياسة على الدين نظرا لحداثة العهد بالمشكلة السياسية التي فجرت علم الكلام وعملت على نشأته؛ وهو ما نفتقده حتى الآن إذ سقطت الإمامة كلية من العقائد المتأخرة التي تركزت حول موضوعي الله والرسول، وإن اختفاء موضوع المعاد ليدل على أن ظهوره كان متأخرا بعد تباطؤ الدفعة الأولى التي أنشأت الحضارة الإسلامية وعلومها العقلية، وبدأ الناس يفكرون في آخرتهم ودنياهم، وهو ما استمر في كتب العقائد المتأخرة، وما زال يفعل في وجداننا المعاصر، كما أن اختفاء موضوع الإيمان والعلم يدل على سرعة انتهائه من العقائد المتأخرة، وتحويله إلى عقائد الإيمان
Credo
وما يجب على المسلم التسليم به، ولكن تبقى ميزة أخيرة، وهي تركيز العلم كله حول موضوعي التوحيد والإمامة أي الدين والسياسة، وأن شئنا الله والشعب، وأن صوت الله هو صوت الشعب، وهو ما يمكن تطويره فيما بعد فيما يسمى بلغة عصرنا «الدين والثورة».
अज्ञात पृष्ठ