मिन अकीदा इला थौरा इमान
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
शैलियों
وكانت للنظريات والآراء مدلولات سياسية؛ فإنكار القدر وإثبات الإنسان حرا مختارا في أفعاله، مسئولا عن الخير والشر، يجعل حكم الولاة أصحاب السلطة مسئولين عن أفعالهم ولا يمثلون قدر الله، كما يجعل كل المواطنين مسئولين عن أعمالهم، ويبعثهم على الثورة ضد السلطة المغتصبة الخارجة على إرادة الجماعة.
130
وكل موضوعات علم الكلام ونظرياته لها مدلولات سياسية خالصة؛ ففي التوحيد مثلا تهدف فكرة الله المخلص أو الإمام المؤله إلى تحريك الجماهير، وإعطائها أملا بالنجاة والخلاص من الظلم، وانتصار الحق ضرورة في النهاية، بينما تهدف فكرة الله القوة إلى تثبيت الوضع القائم، وإلى الطاعة للسلطة القائمة الممثلة لله القوة. وإعطاء الأولوية للنقل على العقل يثبت الوضع القائم، ويجعل الأمر موكولا للتفسير، والتفسير تقوم به السلطة الدينية التي تعتمد عليها السلطة السياسية. وإعطاء الأولوية للعقل على النقل رفض للوضع القائم ولتعاون السلطتين الدينية والسياسية، ووضع مقياس عام للناس جميعا حاكمين محكومين، وهو مقياس العقل وطريق البرهان. وإخراج العمل عن الإيمان أو إرجاؤه إثبات للوضع القائم، وجعل الإيمان خاويا لا يتطلب حركة وفعلا، ولا يتحول إلى رفض أو ثورة. وجعل العمل جزءا من الإيمان وتعبيرا عنه رفض للوضع القائم، وجعل الإيمان أساس حركة وفعل وتغيير وثورة. أما مسألة خلق القرآن فقد ظهرت متأخرة للغاية.
131
وكان لعلماء الكلام الأوائل أثر بعيد في توجيه مجرى الحوادث؛ فقد كانوا من أوائل المعارضين للحكم الأموي. وكثيرا ما استعملت السلطة الآراء الدينية كحجج للقضاء على قوى المعارضة التي قامت أساسا تطبيقا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
132
لا تمثل الفرقة إذن اتجاها فكريا فحسب، بل تمثل قوة اجتماعية تعبر عن وضع اجتماعي. وقد تتحالف مع السلطة القائمة، وقد تتعارض معها.
133
وقد نشأت الخوارج من سلوك عملي أثناء التحكيم،
134
अज्ञात पृष्ठ