अकीदा से क्रांति तक (3): न्याय
من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل
शैलियों
5
يمكن التحقق من الآلام بالإحساس أو الإدراك. ولا يعني ذلك مجرد انطباعات حسية نابعة من الاجتماع والافتراق للجزئيات العضوية بل إدراك وجودي يهز المشاعر. والآلام أيضا معاني يدركها العقل ولكنها ليست معاني مجردة، بل معان قائمة بالنفس تهز الوجدان وتبعث على الفرح إذا كان إيلام الغير عن استحقاق أو على الحزن إن كان عن عوض. ليس الإدراك ذاتيا يختلف من فرد إلى فرد بل هو إدراك عام موضوعي يعبر عن الطبع، نفوره واشمئزازه، استحسانه واستهجانه. فالعادة والطبع والإحساس البديهي، كل ذلك يثبت الآلام نتيجة للأفعال الإنسانية الحرة العاقلة. مستوى تحليل الآلام إذن أهم من تحليل الآلام ذاتها. فالألم ليس ظاهرة مادية كونية مستقلة عن فعل الإنسان الحر العاقل، وليس مجرد معنى عقلي مجرد لا يهز المشاعر والوجدان بل هو إدراك نفس وفهم معنى ورؤية واقع واستبصار تاريخ.
6 (1) هل هناك آلام بلا استحقاق؟
ليست المسألة قدرة الله على فعل الآلام. فالموضوع ليس القدرة كصفة للذات في أصل التوحيد بل هي الآلام عن استحقاق أو غير استحقاق كموضوع في أصل العدل. صحيح أن الله فاعل كل شيء وقادر على كل شيء في أصل التوحيد، ولكن في أصل العدل تبرز الآلام كشر في العالم، والله منزه عن الشرور والقبائح. إن تبرير الشر في العالم بمجرد خضوع الإنسان لقدرة مشخصة هو تخل عن مآسي الإنسان وإخضاعه لقوى الشر والعدوان. ولا تقع الآلام ابتداء من واقع التكليف؛ فالتكليف نعمة قبل أن يكون نقمة، وفرح قبل أن يكون حزنا، وسرور قبل أن يكون غما، وانطلاق قبل أن يكون هما.
7
لذلك تكون الآلام للاستحقاق أو للموعظة. للفعل الأول كنتيجة له أو للفعل الثاني كمانع منه. وتحدث الآلام بالرضا والموافقة طبقا للعقل والفهم. هي تجربة بديهية لتحمل المشاق جلبا لمنافع وخير أعظم. لذلك كان حسن التكليف منوطا بالثواب،
8
ويكون الاستحقاق في الدنيا حاضرا ومستقبلا، في حياة الإنسان المباشرة أو في امتدادها عند الآخرين.
9
ويكفي أن يكون الاستحقاق في هذه الدنيا حاضرا أو مستقبلا دون تفضيل في أنواع الآلام وكيفية حدوثها. وأن حدوث الآلام عن طريق «تناسخ الأرواح» مجرد صورة فنية على أن الحياة امتحان وابتلاء وتكليف، وأن الحياة مستمرة إلى الأبد في دورات متعاقبة لا فرق بين حياة الإنسان في الحاضر وفي المستقبل، بين عشيرته الأقربين وفي الحضارة والتاريخ. كما تكشف عن أن الثواب والعقاب نتيجة للأفعال وأن الاستحقاق هو قانون العدل، وأن الحياة قيمة واحدة لا فرق بين الإنسان والحيوان إلا تفاوت المراتب في الحس والعقل والوعي.
अज्ञात पृष्ठ