233

وأما السنون الجدبة فإنها التي يكون فيها زحل مستوليا على الاجتماع أو الامتلاء بالاتصال أو بالملك وسيما إن ملك الطالع أو نحسه أو حل في المراكز الرئيسية وفسد صاحب الرابع بالنحوس وسيما بزحل وأشد لذلك إذا كان موازيا لعطارد فإن كان زحل في أوتاد البوادئ التي قدمنا ذكرها وسيما المراكز القمرية فإن ذلك دليل على الغلاء وكذلك إذا دفع القمر إليه في وقت انحلاله من العقدة وإن كان زحل صاعدا فإنه يدل على مثل ذلك وأي النحسين كانت له المنحسة أصعب ذلك إذا كان الممازج لهما عطارد وإذا عرض للثاني وسهم السعادة والطالع نحوسة من صاحب سهم السعادة كان أزيد في الجدب وما كان من نحوسة زحل في هذا الباب كان أصعب من نحوسة المريخ وكذلك سعادة المشتري في باب الخصب أقوى من سعادة الزهرة

وأما الأمطار فإنه إذا كان المريخ في تحويل سنة العالم في بيوت زحل دل على قلة الأمطار وإذا كان في بيوته نفسه دل على كثرتها وإذا كان في سائر بيوت الكواكب دل على توسطها

وأما السنون الدالة على الحروب والفتن فهي المختصة ببعض أنواع الجنس فتستنبط معرفتها من وقت مقارنة المشتري لزحل أو تربيعه أو مقابلته أو من أوتاد طالع السنة وأما متائية ذلك من السنة فإنه يكون عند موازاة النير الأعظم لدرجة زحل بالمقارنة أو النظر فإن جاز ذلك فعند انتهاء الطالع بالتسيير إلى موضع النحوس لكل برج شهرا أو سنة وكذلك إذا انتهت السنة إلى القران الحال في مواضع النحوس من المقارنة أو التربيع أو المقابلة أو عند انتهاء طالع السنة إلى موضع النحوس فإن الأحداث الكائنة بأسبابها الحروب تكون في هذه الأوقات

وإذا كان المريخ أيضا في وتد من أوتاد طالع السنة أو الشمس كان الحرب في جهة من العالم التي فيها برج ذلك الكوكب الذي هو ناظر إليه من تربيع أو مقابلة وقد يفعل في غير التربيع والمقابلة أيضا وسيما إن كان في المثلثة النارية فإن الحرب تكون في ناحية المشرق والقول في سائر المثلثات على هذه الجهة ويقال في يمنة المواضع ويسرتها على حسب أوضاع البروج لأن كل برج يطلع قبل برج فهو في يسرته وكل برج يطلع بعده فهو في يمينه

पृष्ठ 482