أخبرنا أبو طاهر السلفي في كتابه، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الفراء الدمشقي بداريا، أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي الكتاني الحافظ بدمشق، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر بن أحمد بن زياد الميداني، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هارون البرذعي سنة أربع وستين وثلاثمائة، سمعت أبا بكر بن يزدانيار يعني الأرموي يقول في حديث طويل: بلغني أن المعتصم لما ضرب أحمد بن حنبل لم ينتفع بنفسه، وأخذته الرعدة وضيق النفس، وكانت ترتعد فرائصه ولا تكاد تستقيم له قدم على الأرض، فإذا قيل له: الأطباء، قال: أنا أعرف علتي، علتي محنة العبد الصالح أحمد بن حنبل حين ابتليت به. حتى مات على ذلك.
وقال الشيخ -يعني ابن يزدانيار-: وبلغني أن الجلاد الذي ضرب أحمد وقعت في يده الأكلة في وقته ذلك، وبعد ثلاث مات، واسود وجهه كله.
وبالإسناد قال أبو العباس البرذعي: سمعت محمد بن إدريس الخياط يقول: قال أبي -إدريس بن محمد وكان من أصحاب أحمد-: قال لي أحمد: ألا أحدثك بأعجب ما رأيت في محنتي يا إدريس؟ قلت: بلى، جعلت فداك. قال: لما ضربت وتركت جاءني شاب ومعه قارورة وفيها ماء فرشه على وجهي، فما وجدت للضرب وجعا، ثم غاب عني فرأيت في النوم كأن قائلا يقول لي: إن القارورة والماء من الجنة، والشاب هو رضوان خازن الجنان، بعثناه إليك حين أقمت الدين واستقمت فشكر الله ذلك لك.
पृष्ठ 70