قال أبو عبد الله: فأدخلت من الغد على أبي إسحاق، فإذا هو قاعد وابن أبي دؤاد حاضر وقد جمع أصحابه، فلما نظر إلي أبو إسحاق فسمعته يقول لهم وقد قربت منهم: أليس زعمتم أنه حدث؟ هذا شيخ مكتهل. فما أدري ما احتج به الخبيث عليه فلم أفهم ما قال، والدار كثيرة الناس، فلما دنوت سلمت فقال لي: ادنه، فلم يزل يقول: ادنه حتى قربت منه، قال: اجلس، فجلست وقد أثقلتني الأقياد، فلما مكثت ساعة قلت له: يا أمير المؤمنين، تأذن لي في الكلام؟ قال: تكلم، قلت: إلى ما دعا إليه ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله. قلت: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وقلت: إن جدك ابن عباس حكى أن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمرهم بالإيمان بالله - وذكرت له الحديث كله يا أمير المؤمنين، وإلى ما أدعى وهذه شهادتي وإخلاصي لله بالتوحيد. قال: فسكت، فقال ابن أبي دؤاد كلاما لم أفهمه.
पृष्ठ 53