![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_123.png)
بالتجربة، وهذا كما أن الأعمى والأصم يعوزهما جملة من العلوم النظرية التي تستنج من مقدماتي محسوسة ، ولا يقدر الأعمى قط على أن يعرف باليقين البرهاني أن شكل الشمس مثل شكل الأرض أو أكبر منها ، فإنها تعرف بأدلة هندسية تبنى على مقدمات مستفادة من البصر .
وكثير من العلوم اليقينية لا يقتنصر العقل مقدماتها إلا بشبكة البصر وسائر الحواس ، ولذلك قرن الله تعالى السمع والبصر بالفؤاد في القرآن112 .
الخامس : المعلوماث بالتواتر : كعلمنا بوجود مكة ، ووجود الشافعي ، وبعدد الصلوات الخمس ، بل كعلمنا بأن مذهب الشافعي أن المسلم لا يقتل بالذمي وغيره ، فإن هذه أمور وراء المحسوس ؛ إذ ليس للحس إلا أن يسمع صوت المخبر بوجود مكة، فأما الحكم بصدقه . . فهو للعقل ، وآلثه السمع ، ولا مجرد السمع ، بل تكرر السماع .
ولا ينحصر العدد الموجب للعلم في عدي ، ومن تكلف حضر اخطا من حد ذلك . . فهو فى شطط ، بل هو كتكرر التجربة ؛ فإن كل مرة فيها شهادة أخرى تنضهم إلى الأخرى ، فلا يدرى متى ينقلب الظن الحاصل منه يقينا ، فإن ترقى الظن فيه وفي التواتر خفي
पृष्ठ 121