
(العالم ليس بحادث) وهما قضيتان تصدق إحداهما ، وتكذب الأخرى .
وإنما يلزم صدق إحداهما من كذب الأخرى بستة شروطي :
الأول : أن يكون المحكوم عليه في القضيتين واحدا بالذات ، لا بمجرد اللفظ : فإن اتحد الاسم دون المعنى . . لم يتناقضا ؛ كقولك : (النور مدرة بالبصر) ، (النوزر ليس بمدرلك بالبصر) فهما صادقان إن أردت بأحدهما الضوء ، وبالآخر نور العقل .
وكذلك لا يتناقض قول الفقهاء : (المضط مختاڑآ) ، (المضطؤ ليس بمختار) في مسألة المكره، وقولهم : (المضطر آئم) ، (المضطر غير آثم) إذ المضطر قد يعبر به عن المرتعد والمحمول على غيره ، وقد يعبر به عن المدعو بالسيف إلى الفعل ، فالاسم متحد والمعنى مختلفث .
الثاني : أن يكون الحكم واحدا : وإلا لم يتناقضا؛ كقولك : (العالم قديم) ، (العالم ليس بقديم) وأردت بأحد القديمين : ما أراد الله تعالى بقوليه : {كالعرجون القديي} (11
وكذلك أيضا لم يتناقض قول الخصمين : (المكره مختائ) ، (المكره ليس بمختار) إذ ذكرنا أن المختار عبارة عن معنيين مختلفين (2).
पृष्ठ 85