
فقد انقسم القياس إلى مقدمتين ، وانقسمت كل مقدمة إلى معرفتين تنسب إحداهما إلى الأخرى .
وكل مفر فهو معنى ، ويدل عليه - لا محالة - بلفظي .
فيجب ضرورة أن ننظر فى المعانى المفردة وأقسامها ، وفي الألفاظ المفردة ووجوه دلالتها ، ثم إذا فهمنا اللفظ مفردا والمعنى مفردا . . ألفنا معنيين ، وجعلناهما مقدمة ، وننظر في حكم المقدمة وشرطها ، ثم نجمع مقدمتين ، فنصوغ منهما قياسا ، وننظر في كيفية الصياغة الصحيحة .
وكل من أراد أن يعرف القياس بغير هلذا الطريق . . فقد طمع في محالي ، وكان كمن طمع في أن يكون كاتبا يكتب الخطوط المنظومة وهو لا يحسن كثبة الكلمات، أؤ يطمعم أن يكتب الكلمات وهو لا يحسن كثبة الحروفي المفردة .
وهكذا القول في كل مركب؛ فإن أجزاء المركب تتقدم على المركب بالضرورة ، حتى لا يوصف الله تعالى بالقدرة على خلق العالم المركب دون الآحاد ، كما لا يوصف بالقدرة على تعليم كتبة الخطوط المنظومة دون تعليم الكلمات والحروف .
.» ضرورة ينبغي آن يشتمل كلامنا فى القياس على ثلاثة فنون:
पृष्ठ 61