
فإن قلت : فما معنى قوليك : (عليه عقاث) ؟
فمعناه : أنه أخبر أنه سبث للعقاب فى الآخرة .
فإن قلت : ما المراد بكونه سببا ؟
فالمراد به : ما يفهم من قولنا : الأكل سبب الشبع ، وحز الرقبة سبب الموت ، والضرب سبب الألم .
فإن قلت : فلؤ كان سببا . . لكان لا يرجى العفو ، بل كان يجب أن يعاقب لا محالة !
فأقول : ليس كذلك ؛ إذ لا يفهم من قولنا : الضرب سبب الألم ، والدواء سبب الشفاء . . أن ذلك واجب في كل شخص معين مشار إليه ، بل يجوز أن يفرض في المحل أمور تدفع المسبب ، ولا يدل ذالك على بطلان السببية ، فرب دواء لا ينفع ، ورب ضرب لا يدرك المضروب ألمه ؛ لكونه مشغول القلب بأمر هائل ، كمن يجرح في حال قتالي وهو لا يحس في الحال به ، وكما أن العلة قد تستحكم فتدفع أثر الدواء . . فكذلك قذ يكون في سريرة الشخص وباطنه أخلاق رضية وخصال محمودة عند الله تعالى مرضية توجب ذالك العفو عن جريمته ، ولا توجب خروج الجريمة عن كونها سبب العقاب .
पृष्ठ 236