الرسول صلى الله عليه وسلم عليها: من أخبار الصفات وآياتها التي يدل كل خبر منها على سر عظيم من أسرار المعرفة؛ وشأن كبير من شؤون العظمة، يفتح به على الطالبين أبواب المعارف؛ وتحف اللطائف، عرف ذلك من عرفه ؛ وجهله من جهله .
والسر في إظهارها لنا وخطابنا بها: هو أن نعرف الموصوف بها فنعبده ونتوكل عليه؛ ونتألهه ونشتاق إليه، ونراقبه ونعظم حرماته، فيكون لقلوبنا بالمرصاد.
فبعض الناس يتخذ آيات الصفات وأخبارها من قبل الحروف والمتشابهة الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وحقيقة: لا يعلم تأويل آيات الصفات وأخبارها إلا الله، لكن ما الحكمة في خطابنا به وإظهارها لنا ? فما هو إلا لنذوق منها أذواق المعارف ؛ ونحب الموصوف بها صاحب المكرمات واللطائف، وننفي عنها التمثيل والتكييف؛ والتأويل والتحريف.
فمن المحال أن يبين الله تعالى في كتابه العزيز وفي سنة رسوله صلى الله عليه و سلم كل شيء - كما ورد : (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة) - ويترك شؤون المعرفة وطريق الوصول إلى الله
पृष्ठ 54