بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي دلنا على جادة النجاة وهدانا إلى ما يوجب علو الدرجات والصلاة على أشرف البريات وأفضل أهل الأرض والسماوات محمد وآله الذين بموالاتهم تقبل الصلوات وببركاتهم تستجاب الدعوات (وبعد) فإن أقل العباد عملا وأكثرهم زللا محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي وفقه الله للعمل في يومه ولغده قبل أن يخرج الأمر من يده (يقول) قد التمس مني جماعة من أخوان الدين وخلان اليقين تأليف مختصر يحتوي على ما لا بد لأهل الديانة من الإتيان به في كل يوم وليلة من واجب العبادات ومندوبها ومحمود الآداب ومرغوبها مقتصرا في الأعمال المسنونة على ما هو قليل المؤنة كثير المعونة فأجبت مسؤلهم وحققت بتوفيق الله مأمولهم وسميته (بمفتاح الفلاح) سائلا من الله سبحانه أن ينفع به الطالبين وأن يجعله من أحسن
पृष्ठ 2
الذخائر ليوم الدين (ورتبته) على ستة أبواب متوكلا على ملهم الصواب في كل باب (الباب الأول) فيما يعمل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس (الباب الثاني) فيما يعمل ما بين طلوع الشمس إلى الزوال (الباب الثالث) فيما يعمل ما بين المغرب إلى وقت النوم (الباب الخامس) فيما يعمل ما بين وقت النوم إلى انتصاف الليل (الباب السادس) فيما يعمل ما بين انتصاف الليل إلى طلوع الفجر الباب الأول فيما يعمل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وفيه مقدمة وفصول مقدمة قد ورد عن أصحاب العصمة سلام الله عليهم في فضيلة هذا الوقت روايات عديدة ويطلق عليه ساعة الغفلة كما يطلق ذلك على ما بين غروب الشمس وذهاب الشفق أيضا وينبغي أن يكون الإنسان فيه متيقظا فإن النوم في ذلك الوقت شوم (روى) رئيس المحدثين في الفقيه عن الباقر عليه السلام أنه قال نومة الغداة مشؤمة تطرد الرزق وتصفر
पृष्ठ 3
اللون وتغيره وهو نوم كل مشوم إن الله تبارك وتعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإياكم النومة (وروى) أيضا في الكتاب المذكور عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في تفسير قوله تعالى (فالمقسمات أمرا) قال إن الملائكة تقسم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فمن نام عن رزقه (وقد روي) أن صلاة الصبح (1) تكتب في أعمال النهار معا (روى) ثقة الإسلام في الكافي (عن الصادق عليه السلام) في قوله تعالى (إن قرآن الفجر كان مشهودا) قال يعني صلاة الفجر تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار فإذا صلى العبد الصبح في (مع خ ل) (من خ ل) طلوع الفجر أثبتت له مرتين أثبتها ملائكة الليل وملائكة النهار (وههنا إشكال) وهو أنه قد (روى) جماعة من علمائنا (عن الصادق عليه السلام) التي ليست من ساعات الليل ولا من ساعات النهار (عقال) عليه
पृष्ठ 4
السلام هي الساعة التي بين طلوع الشمس ولا يخفى أن هذا ينافي ما نقل أصحابنا عليه الإجماع من أن صلاة الصبح من صلاة النهار وأنه لم يخالف في ذلك إلا سليمان بن مهران الأعمش (1) حيث عدها من صلاة الليل مستدلا بقول (النبي صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة الليل عجمي أي إخفاتية (وقد يستدل) له أيضا بما (رواه) رئيس المحدثين في الفقيه عن (أبي جعفر عليه السلام) أنه قال كان (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) لا يصلي بالنهار شيئا حتى تزول الشمس (ويمكن) التفصي عن هذا الإشكال بأن الرواية قد وردت بأن ذلك السائل كان قسيسا من علماء النصارى وأنه سأل (الباقر عليه السلام) عن مسائل عديدة لم تكن معروفة إلا بين أكابر علمائهم وهذه المسألة من جملتها فلعل (الإمام عليه السلام) أجاب السائل عما يوافق عزمه (على ما يوافق عرفه خ ل) واعتقاده وذلك لا ينافي كون النهار حقيقة شرعية فيما بين طلوع الفجر وغروب الشمس (وأما ما استدل) به الأعمش (2) من (قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة النهار عجمي (فقد أجاب) عنه علمائنا
पृष्ठ 5
قدس الله أرواحهم بأنه من قبيل تغليب الأكثر على الأقل (أو أنه عليه السلام) جعل صلاة الصبح من صلاة الليل مبالغة في التغليس بها فقد روي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يغلس بها حتى أنه كان إذا فرغ منها انصرف النساء وهن لا يعرفن من الغلس (1) (وروى رئيس المحدثين في الفقيه) أن يحيى بن أكثم سأل (أبا الحسن (2) الأول عليه السلام) عن صلاة الفجر لا يجهر فيها بالقراءة وهي من صلاة النهار فقال لأن (النبي صلى الله عليه وآله) كان يغلس به فقرآنها من الليل وبهذا يظهر الجواب عن ما استدل به الأعمش (للأعمش خ ل) مع أن الظاهر أن مراد (الإمام عليه السلام) نفي صلاة النافلة ردا على المخالفين القائلين باستحباب صلاة الضحى (تبصرة) لا بأس في تحقيق الفجر الأول والثاني بإيراد كلام في هذا المقام ذكره العلامة جمال الملة والحق والدين
पृष्ठ 6
قدس الله روحه في منتهى المطلب قال طاب ثراه (إعلم) أن ضوء النهار من ضوء (ضياء خ ل) الشمس وإنما يستضئ بها ما كان ضياء كدرا (مكدرا خ ل) في نفسه كثيفا في جوهره كالأرض والقمر وأجزاء الأرض المتصلة والمنفصلة وكلما يستضئ من جهة الشمس فإنه يقع له ظل من ورائه وقد قدر (الله سبحانه وتعالى) بلطيف حكمته دوران الشمس حول الأرض فإذا كانت تحتها وقع ظلها فوق الأرض على شكل مخروط ويكون الهوى المستضئ بضياء الشمس محيطا بجواب ذلك المخروط فتستضئ نهايات الظل بذلك الهوى المضئ لكن ضوء الهوى ضعيف إذ هو مستعار فلا ينفذ كثيرا في أجزاء المخروط بل كلما ازداد بعدا ازداد ضعفا فإذا متى يكون في وسط المخروط تكون في أشد الظلام فإذا قربت الشمس من الأفق الشرقي مال مخروط الظل عن سمت الرأس وقربت الأجزاء المستضيئة في حواشي الظل بضياء الهواء من البصر وفيه أدنى قوة فيدركه البصر عند قرب الصباح وعلى هذا كلما ازدادت الشمس قربا من الأفق ازداد ضوء نهايات الظل قربا من البصر إلى أن تطلع الشمس وأول ما يظهر الضوء عند قرب الصباح يظهر مستدقا مستطيلا كالعمود ويسمى الصبح الكاذب ويشبه بذنب السرحان لدقته واستطالته ويسمى الأول لسبقه على الثاني والكاذب لكون الأفق مظلما أي لو كان يصدق
पृष्ठ 7
أنه نور الشمس لكان (1) المنير دون ما يبعد منه ويكون ضعيفا دقيقا ويبقى وجه الأرض على ظلامه بظل الأرض ثم يزداد هذا الضوء إلى أن يأخذ طولا وعرضا فينبسط في عرض الأفق كنصف دائرة وهو الفجر الثاني الصادق لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك (انتهى) هذا كلامه أعلى الله مقامه (واعلم) أنه لا يتعلق بطلوع الفجر الأول من العبادات إلا أمور يسيرة كدخول وقت فضيلة الوتر فإن أفضل أوقاتها ما بين الفجرين كما (رواه شيخ) الطائفة (في التهذيب) بسند صحيح عن إسماعيل بن سعيد (سعد خ ل) الأشعري قال سألت (أبا الحسن الرضا عليه السلام) عن ساعات الوتر فقال أحبها إلي الفجر الأول (وروي) أن رجلا سأل (أمير المؤمنين عليه السلام) عن الوتر أول الليل فلم يجبه فلما كان بين الصبحين خرج (أمير المؤمنين عليه السلام) إلى المسجد فنادى أين السائل عن الوتر ثلاث مرات نعم ساعة الوتر هذه ثم قام (عليه السلام فأوتر (وأما) الفجر الثاني (2) (فالعبادات) المتعلقة به
पृष्ठ 8
كثيرة فإذا تحققت طلوعه (فقل) يا فالقه من حيث لا أرى ومخرجه من حيث أرى صل على محمد وآله واجعل أول يومنا هذا صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا وقل أيضا (ما رواه) رئيس المحدثين في الفقيه بسند صحيح (عن الصادق عليه السلام) قال كان (نوح عليه السلام) يقول إذا أصبح وأمسى اللهم إني أشهدك أنه ما أصبح بي من نعمة وعافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضى (يقولها) إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا فسمي بذلك عبدا شكورا وقل أيضا (ما رواه ثقة الإسلام في الكافي) بسند حسن عن أبي (عبد الله عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام) كان يقول إذا أصبح سبحان الملك القدوس (ثلاثا) اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحويل عافيتك ومن فجأة
पृष्ठ 9
نقمتك ومن درك الشقاء ومن شر ما سبق في الليل والنهار اللهم إني أسألك بعزة ملكك وقوة سلطانك وبشدة قوتك وبعظم (وبعظيم خ ل) سلطانك وبقدرتك على جميع خلقك (ب) أن تفعل بي كذا وكذا (ومما) يقال عند طلوع الفجر (ما رواه) قدس الله روحه في الكافي أيضا بسند صحيح (عن الباقر عليه السلام) قال (مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف وقال ألا أدلك على غرس هو أثبت أصلا وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا وأبقى قال بلى فدلني (يا رسول الله صلى الله عليك وآلك (فقال) إذا أصبحت وأمسيت فقل (1) سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإن لك عند الله إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة وهن من الباقيات الصالحات (2) قال فقال الرجل فإني
पृष्ठ 10
أشهدك (يا رسول الله) أن حائطي هذا صدقة مقبوضة على فقراء المؤمنين (المسلمين خ ل) من أهل الصدقة فأنزل (الله عز وجل) آيات من القرآن (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى) (وروى) السيد الجليل جمال العارفين رضي الدين علي بن طاووس قدس الله روحه (عن الباقر عليه السلام) أنه قال من أصبح وعليه خاتم فضة عقيق متختما به في يده اليمنى فأصبح (1) من قبل أن يرى أحدا فقلب فصه إلى باطن كفه وقرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر)
पृष्ठ 11
(إلى آخرها) ثم قال آمنت بالله وحده لا شريك له وكفرت بالجبت والطاغوت وآمنت بسر آل محمد وعلانيتهم وظاهرهم وباطنهم وأولهم وآخرهم (وقاه الله تعالى) في ذلك اليوم شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها وما يلج في الأرض وما يخرج منها وكان في حرز الله وكنفه حتى يمسي (ومما يقال) عند الصبح (ما روي عن الصادق عليه السلام) أستودع الله العلي الأعلا الجليل العظيم ديني ونفسي وأهلي ومالي وولدي وإخواني المؤمنين وجميع ما رزقني ربي وجميع من يعنيني أمره أستودع الله المخوف المرهوب المتضعضع لعظمته كل شئ ديني ونفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع من يعنيني أمره (يقول ذلك ثلاث مرات) (فصل) فإن لم تكن عند طلوع الفجر على وضوء فبادر
पृष्ठ 12
إلى الوضوء لتكون حال أذان الفجر متطهرا ولنذكر هنا صفة الوضوء الكامل (فنقول) إذا أردت الوضوء فابدأ قبله بالسواك وليكن على عرض الأسنان لا طولها ويجزي الإصبع عن المسواك (روى شيخ الطائفة في التهذيب) بسند صحيح عن (الصادق عليه السلام) أن (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) قال السواك بالإبهام والمسبحة عند الوضوء سواك (1) (وينبغي) استقبال القبلة حال الوضوء وأكثر علمائنا قدس الله أرواحهم لم يذكروه وقد ذكره بعضهم مستندا بما (روي عن أئمتنا عليهم السلام) خير المجالس ما استقبل القبلة (ثم) إن كان وضوءك من إناء يمكن الاغتراف منه فضعه على يمينك ولو توضأت من نهر أو حوض مثلا (فينبغي) أن تجلس بحيث يكون على يمينك ولو تعارض جعله على اليمنى واستقبال القبلة فالظاهر ترجيح الاستقبال (وقل عند النظر إلى الماء الحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا (ثم) اغسل يديك إلى الزندين قبل إدخالهما الإناء مرة واحدة إن كان وضوءك من حدث البول أو النوم لا من حدث الريح مثلا
पृष्ठ 13
ومرتين إن كان من حدث الغائط ولا يستحب عد غسلهما من غير هذه الأحداث الثلاثة ولو كان وضوءك من حوض أو إبريق مثلا فالأكثر على سقوط غسل اليدين ومال بعضهم إلى بقائه ولا بأس به (ثم) ضع يدك اليمنى في الماء آتيا بالتسمية كما (رواه) شيخ الطائفة في التهذيب بسند صحيح (عن الباقر عليه السلام) أنه قال إذا وضعت يدك في الماء (فقل) بسم الله وبالله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين (ثم) تمضمض ثلاثا بثلاث أكف (ثم) استنشق كذلك (وقل) عقيب كل منهما ما يأتي ذكره في الفصل الآتي (ثم) اغترف بيمناك غرفة وانو الإتيان بالوضوء الواجب امتثالا لأمر الله تعالى أو طاعة له أو قربة إليه سبحانه (وأما) أفعاله المستحبة فتندرج في ذلك إذا نويت الإتيان بأفضل الواجبين ولو نويت كلا منهما عند الإتيان به لكان أولى (وقارون) بالنية غسل أعلا وجهك مستديما لها حكما إلى فراغك (وقل) (بسم الله) (كما رواه) ثقة الإسلام في الكافي (عن الباقر عليه السلام) بسند صحيح (حسن خ ل) والظاهر عدم إغناء للشروع في المستحب وقد
पृष्ठ 14
جوزوا مقارنة النية اليدين إذا اجتمعت شرائطه وللمضمضة والاستنشاق أيضا معللين بأن هذه الأفعال الثلاثة من أفعال الوضوء الكامل وتوقف ابن طاووس طاب ثراه في جواز مقارنتها لغير غسل الوجه والاحتياط معه رحمه الله (فإذا) صببت الماء على وجهك (فينبغي) أمرار يدك عليه تأسيا بما نقل عن (أصحاب العصمة سلام الله عليهم) عند حكايتهم الوضوء البياني وخروجا من خلاف بعض علمائنا (أصحابنا خ ل) حيث أوجب ذلك 1 ...... ولا يجب عليك تقديم غسل كل جزء من أجزاء الوجه على ما سفل عن ذلك الجزء بل إذا ابتدأت بغسل أعلاه كفى (وحد الوجه) طولا وعرضا ما دارت عليه الإبهام والوسطى كما نطقت به صحيحة زرارة (عن الباقر عليه السلام) وقد بسطنا الكلام في ذلك في شرح (الحديث الرابع) من كتاب الأربعين (ويجب) تخليل الشعر الذي ترى بشرة الوجه من تحته في مجلس التخاطب بحيث يصل الماء إليها على سبيل الغسل أما الذي لا ترى البشرة من تحته فلا بل إنما يجب عليك غسل ما تواجه به منه وافتح عينيك حال الوضوء فقد
पृष्ठ 15
(روى) رئيس المحدثين في الفقيه (عن النبي صلى الله عليه وآله) أنه قال افتحوا أعينكم (عيونكم خ ل) عند الوضوء لعلها لا ترى نار جهنم وأكثر علماءنا رحمهم الله لم (يذكروا) ذلك في مستحبات الوضوء وقد يظن أن سبب إهمالهم له نقل الشيخ الإجماع على عدم استحباب إيصال ماء الوضوء إلى داخل العينين (وقال شيخنا في الذكرى) أنه لا منافاة بين الأمرين لعدم التلازم بين فتح العينين وإيصال الماء إلى داخلهما وهو جيد ولا يبعد ترتب الثواب على رؤية ما يأتي به المتوضي من أفعال الوضوء (تتمة) فإذا فرغت من غسل وجهك فخذ غرقه من الماء بيدك اليسرى كما فعله (الباقر عليه السلام) عند بيان وضوء (النبي صلى الله عليه وآله وسلم) اغسل بها اليمنى مبتديا بالمرفق ممرا يدك عليها إلى أطراف الأصابع كما مر في الوجه لكن يجب هنا تخليل الشعر وإن ستر ما تحته (وابدأ) بغسل ظاهر الذراع والمرأة بباطنه (ثم) خذ غرفة أخرى بيدك اليمنى فاغسل اليسرى كأختها (ولكن) غسل كل من الوجه واليدين مرة واحدة لا أزيد (كما) هو مختار ثقة الإسلام في (الكافي) ورئيس المحدثين في (الفقيه) وقد بسطنا الكلام في ذلك في كتاب مشرق الشمسين وفي الحبل المتين (ثم) امسح بشرة مقدم رأسك أو شعره الذي لا يخرج بمده عن حده بمقدار ثلاث أصابع مضمومة ببلل يمينك (ثم) امسح ببقية ذلك البلل ظهر قدمك اليمنى من رؤس الأصابع إلى الكعب أعني مفصل الساق والقدم ولا يجزي
पृष्ठ 16
المسح إلى ما دونه (وبينا) ذلك في الكتابين بما لا مزيد عليه (ثم) امسح ظهر قدمك اليسرى ببلل يسارك وليكن مسح الرأس والقدمين بباطن الكف تلا بظاهر ها إلا لضرورة ولا بد من إمراره على الممسوح فلا يكفي وضع الكف (كما رواه شيخ الطائفة في التهذيب بسند صحيح) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال سألت (أبا الحسن الرضا عليه السلام) عن المسح على القدمين كيف هو فوضع كفه على الأصابع ثم مسحها إلى الكعبين فقلت لو أن رجلا قال 2 بأصبعين من أصابعه إلى الكعبين هكذا قال لا إلا بكفه كلها (وليكن) أفعال وضوءك على التوالي من دون تراخ بينها مراعيا فيها الترتيب المذكور حتى في مسح القدمين كما هو مختار جماعة من قدماء علمائنا (ورواه) ثقة الإسلام في الكافي بسند حسن (عن أبي عبد الله عليه السلا م) أنه قال امسح على القدمين وابدأ بالشق الأيمن (وينبغي) الإتيان عند كل فعل من الغسلات والمسحات بدعائه الموظف له كما يأتي عي الفسل الآتي فإذا فرغت من الوضوء فقل.....
الحمد لله رب العالمين
पृष्ठ 17
(كما واه شيخ الطائفة في التهذيب) بسند صحيح (ثم قل) اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين اللهم إني أسألك تمام الوضوء وتمام الصلاة وتمام رضوانك والجنة......
(واعلم ) أن أكثر الأفعال وجميع الأذكار المذكورة مستحبة (والأفعال الواجبة) عشرة (النية) مستدامة الحكم والغسلات الثلاث (ومسمى) المسحات الثلاث بشرط اتصاله في الأخيرتين من طرف القدم إلى الكعبين (والترتيب) (والموالاة) (ومباشرة) الوضوء بنفسك إلا لضرورة (وينبغي) ترك التمندل من الوضوء (فقد روى) ثقة الإسلام في الكافي (عن الصادق عليه السلام) أنه قال من توضأ فتمندل كانت له حسنة ومن توضأ ولم يتمندل حتى يجف وضوءه كانت له ثلاثون حسنة (والظاهر) أن تعمد التجفيف بالشمس أو النار مثلا كالتمندل ولا بأس بالوضوء في المسجد من غير حدثي البول والغائط أما منهما فيكره كما (رواه ثقة الإسلام في الكافي) بسند صحيح (فصل) (روى) ثقة الإسلام (في الكافي) ورئيس المحدثين (في الفقيه) وشيخ الطائفة (في التهذيب) عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عنن (أبي عبد الله عليه السلام) قال بينا (أمير المؤمنين عليه السلام) ذات يوم جالس مع ولده (محمد بن الحنفية رضي الله عنه) إذ
पृष्ठ 18
قال له يا محمد آتني بإناء من ماء أتوضأ للصلاة فأتاه محمد بالماء فأكفاه بيده اليمنى على يده اليسرى (ثم قال) ...... بسم الله والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا (قال) ثم استنجى (فقال) اللهم حصن فرجي وأعفه واستر عورتي وحرمني على النار (قال) ثم تمضمض (فقال) اللهم لقني حجتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكرك 0 بذكراك خ ل) (قال) ثم استنشق (قال) اللهم لا تحرم علي ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها (قال) ثم غسل وجهه (فقال) اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود
पृष्ठ 19
وجهي يوم تبيض فيه الوجوه ثم غسل يده اليمنى (فقال) اللهم أعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حسابا يسيرا ثم غسل يده اليسرى (فقال) اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي وأعوذ بك من مقطعات النيران ثم مسح رأسه (فقال) اللهم غشني رحمتك وبركاتك ثم مسح رجليه (فقال) اللهم ثبتني على الصراط يوم تزل فيه الأقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عني (يا ذا الجلال والإكرام خ) ثم رفع عليه السلام رأسه فنظر إلى محمد (فقال) يا محمد من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولي (خلق الله تعال) له من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره ويكتب الله له ثواب ذلك تالي يوم القيامة (توضيح) ولا بأس ببيان ما يحتاج إلى البيان في هذا الحديث مما تضمنه من
पृष्ठ 20
أمر (أمير المؤمنين عليه السلام) ولده (رضي الله عن) بإحضار الماء قد يستفاد منه أن الأمر بإحضار ماء الوضوء ليس من الاستعانة المكروهة صونا لفعل المعصوم عن الكراهة واحتمال كون صدور ذلك (عنه عليه السلام) لبيان جوازه لا يخلو من بعد (وإكفاء) الإناء) بمعنى صبه (والجيم) في نجسا يجوز كسرها وفتحها وعطف إعفاف الفرج على تحصينه تفسيري وعطف ستر العورة عليه من قبيل عطف العام على الخاص إذ العورة في اللغة كلما يستحيي الإنسان من اطلاع غيره عليه (ولقني حجتي) بالقاف والنون المشدد بين من التلقين وهو التفهيم (ويشم) بفتح الشين وأصله يشمم كعلم وماضيه شمم بالكسر (والريح) الرائحة (والروح) بفتح الراء النسيم الطيبة (والمراد) بالخلد براءة الخلد أي أعطني صحيفة الأعمال بيميني وبراءة خلودي في الحنان بيساري وله تفسيرات أخر أوردتها في شرح الحديث الخامس من كتاب الأربعين (والمقطعات) بالقاف والطاء المهملة المفتوحة الثياب التي تقطع كالقميص والجبة لا ما لا يقطع كالإزار والرداء وبعضهم ضبط المقطعات بالفاء والظاء المعجمة من قولهم أمر فظيع أي شديد شنيع والمنقول هو الأول (ويؤيده) قوله تعالى) (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار) (وغشني) رحمتك بالمعجمات وتشديد الشين أي غطني بها واجعلها
पृष्ठ 21