131

فائدة: لها تعلق بما تقدم اعلم أن المقدورات المتضادة تنقسم إلى قسمين مقدورات للباري تعالىومقدورات لنا فمقدورات الباري تعالى تنقسم إلى قسمين، منها ماله ضد من جنسه، وهي الألوان والروائح والطعوم، ومنها ما ضده من غير جنسه وهي الجواهر والشهوة والحرارة والرطوبة فإن أضداد هذه من غير أجناسها إلا أن تكون الرطوبة لها أنواع متضادة على ما جرى في بعض كلام أبي هاشم فلها ضد من جنسها.

ومقدوراتنا تنقسم إلى قسمين، فمنها ماله ضد من جنسه كالأكوان والاعتقادات والظنون، ومنها ما ضده من غير جنسه وهي الإرادة.

قوله بعد ذكر الشبهة الأولى والجواب إلى آخره: اعلم أن ظاهر كلام المصنف التسليم أنه لايصح اختيار الجهل مع حصول العلم لما ذكره من أنه واجب الوجود لوجود سببه فلا يصح اختيار الجهل بدلا منه لأن الجهل لاسبب له يوجبه كما سيأتي، وإنما يقع بدعاء الداعي إليه وما يكون واجبا أولى مما يقع بالداعي فأما بعد ذلك الوقت فلا يتأتى هذا الجواب، إذ ليس العلم حينئذ بواجب الوجود وإنما يحدده الفاعل باختياره عند تذكر نظره المتقدم لا أنه واجب عن سبب لكن الشبهة لم ترد إلا على لزوم أن يختاره في الحالة لاثانية من صحة اختياره النظر فالجواب إذا صحيح فإن أرادوا لزوم صحة اختياره في الحالة لاثالثة من النظر أو ما بعده فهو ملتزم وقد ذهب أبو هاشم إلى أنه لايصح اختيار الجهل مع حصول العلم من دون عارض.

وقال أبو علي: يصح اختياره ولامانع من ذلك وهذا الخلاف فيما إذا كان العلم مكتسباص فأما إذا كان ضروريا فالإتفاق على العلم إلا عند حدوث عارض لاسيما والعلم مما يستروح إليه ويعد معدا لمنافع والعارض لاذي يعرض دون العلم ليس إلا ورود شبهة يختار عندها الجهل انتهى.

पृष्ठ 151