141

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

प्रकाशक

دار الرسالة العالمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

ما هم عليه من ضلال، وطلب منه أن يأتي الرسول من ساعته، ولم ينتظر إلى وقت آخر، فهي فرصة لا تعوض، وحادثة لا تتكرر. وكما في قصة دعوة العباس بن عبدالمطلب ﵁ لأبي سفيان ﵁ وتوظيفه للحدث، وذلك عندما قدم الرسول ﷺ لفتح مكة، ونزل مرَّ الظهران، ذهب العباس ﵁ يلتمس من يخبر أهل مكة برسول الله ﷺ فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة، فوجد أبا سفيان بن حرب فقال له: ويحك يا أبا سفيان! هذا رسول الله ﷺ في الناس، واصباح قريش والله، قال: فما الحيلة؟ فداك أبي وأمي، فأشار عليه العباس بأن يركب معه ويذهب إلى رسول الله ﷺ ويستأمنه، فذهب معه وقابل رسول الله ﷺ وعرض عليه الإسلام، ثم قال له: (ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ (فقال أبو سفيان: أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئًا، فقال له العباس: ويحك! أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن تضرب عنقك، قال: فشهد شهادة الحق فأسلم (^١)، فاستثمر العباس ﵁ الموقف مرتين، الأولى عندما طلب من أبي سفيان الذهاب معه إلى الرسول ﷺ، والثانية عندما قال له: أسلم قبل أن تُضرب عنقك. ز) البديهة وسرعة الرد: إن حضور الذهن وسرعة الرد لدى الداعي دليل على تعمق الإنسان فيما يدعو إليه واقتناعه به، وإلا لأصبح مترددًا غير واثق، مما يؤثر سلبًا على الدعوة

(^١) انظر: السيرة النبوية، ابن هشام، ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١.

1 / 150