158

Memoirs - Ali Al-Tantawi

ذكريات - علي الطنطاوي

प्रकाशक

دار المنارة للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الخامسة

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

प्रकाशक स्थान

جدة - المملكة العربية السعودية

शैलियों

بلغ العشرين، فكان يحسّ في نفسه أنه دخيل عليهم غريب فيهم، فيريد تثبيت منزلته بالحط منهم والتعالي عليهم.
ولا تعجبوا، فربما كان عنف الهجوم دليلًا على الشعور بالنقص في نفس المهاجم، وإسرائيل مثال ذلك، أعني إسرائيل الدولة الظالمة الغاصبة لا إسرائيل النبي الذي هو يعقوب ﵇. وما لحكّام دولة إسرائيل ويعقوب؟ ما لبيغن هذا وما لقومه وأرض فلسطين، وما له ببني إسرائيل صلة قرابة ولا نسب، ولا له في تراب الأرض المقدسة ذرّة من بقايا عظام أبٍ واحد، إنما هو من «الخَزَر» الذين تهوّدوا طلبًا للدنيا من طريق التهوّد.
أستغفر الله أن أقرن اسم محمد البزم الشاعر الفحل العربي المسلم باسم بيغن، ولكن جرّته القافية. ونسأل الله لنا وله العافية، ورحمة الله عليه، واللعنة على بيغن وكل معتدٍ ظلوم كفّار.
لقد أصابت البزمَ في آخر عمره مجموعةُ أمراض ذهبت ببصره وأوهنت جسده القوي وألقته على الفراش أمدًا طويلًا، ولكن الله ألهم الشيشكلي جزاه الله خيرًا (وكان حاكم البلد) فأدخله المستشفى العسكري، وبقي فيه مخدومًا مرعيًا حتى توفاه الله فقيرًا، ما ترك إلاّ ديوانه الذي طُبع بعد موته (١).
* * *
أما مدرّسو العلوم (أي الطبيعة) والرياضيات والتاريخ

(١) طبعه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب سنة ١٩٦٢، بإشراف سليم الزركلي وعدنان مردم بك (مجاهد).

1 / 168