Mecca and Medina in the Pre-Islamic Period and the Era of the Prophet Muhammad (PBUH)
مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم
प्रकाशक
دار الفكر العربي
शैलियों
يسألوا١. كما كانوا يذبحون الهدي عند الأوثان والأنصاب في فناء الكعبة ويذكرونها في أثناء الذبح، فنهى القرآن عن هذا وأوجب ذكر الله وحده عند الذبح٢.
وعادة ذبح القرابين للمعبودات عادة قديمة اشترك فيها جميع البشر في بعض أدوارهم وأطوارهم ومختلف بيئاتهم، غير أن العرب كانوا يرجعون ذبح القرابين إلى إبراهيم الذي امتحن بذبح ولده إسماعيل قربانًا لله ففداه الله بذبح عظيم٣ وكان هذا فيما يتداولونه من الروايات في اليوم العاشر من ذي الحجة. ونرجح أنهم كانوا يعرفون خبر هذه المحنة وينتاقلونها ويعللون ذبح الضحايا في هذا اليوم اقتداء بفداء إبراهيم الذي يردون أولية الحج إليه.
١ نفسه ٣٦.
٢ نفسه ٣٠.
٣ انظر سورة الصافات ١٠٧.
الحلق والتقصير:
وقد جاء في القرآن ذكر الحلق والتقصير كعلامة للتحلل من الإحرام عقب أداء المناسك التي من جملتها ذبح الضحية، إلا من كان مريضًا أو به أذى من رأسه فإنه لا يحلق، ويقدم كفارة تعبدية كصدقة أو صيام أو قربان١. والحلق والتقصير كان قبل البعثة من علامات التحلل من الإحرام، وكان الحجاج لا يفعلون ذلك قبل تقديم قرابينهم وقد جرى الإسلام على هذا.
وهكذا نرى أن الإسلام قد احتفظ بطقوس الحج وتقاليده، كما هي ولكنه حولها إلى طقوس وتقاليد إسلامية وعفَّى على ذكر الوثنية فيها بذكر الله.
١ انظر سورة البقرة ١٩٦. الفتح ٢٧. تفسير الطبري ٤/ ٣٦، ٤/ ٥٦- ٥٩.
آثار الحج الاقتصادية والاجتماعية:
كان للحج آثاره البعيدة المدى من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية بالنسبة للعرب بعامة ولمكة بخاصة؛ فقد كانت تقام في موسمه أسواق عامة أهمها عكاظ ومجنة وذو المجاز، وإقامة هذه الأسواق يعد تقليدًا من تقاليد الحج؛ لأنها كانت في
1 / 157