मौत पेम्बेर्ले का दौरा करती है
الموت يزور بيمبرلي
शैलियों
الفصل الأول
اتفق على أن يكون ألفيستون حاضرا مع السيد ميكلدور في حال كانت هناك حاجة إلى وجوده من أجل العفو، وظل ألفيستون في الخلف في قاعة المحكمة حين عاد دارسي إلى شارع جريستشرش حيث كان يتوق إلى لقاء إليزابيث. وكانت الساعة قد دقت الرابعة قبل أن يعود ألفيستون وحده ليقول إنه من المتوقع أن تنتهي كل إجراءات العفو كاملة في يوم بعد غد، وأنه حينها سيستطيع أن يرافق ويكهام من السجن ويحضره إلى شارع جريستشرش. وكان يحدوهم الأمل في أن يتم ذلك في سرية كبيرة وبعيدا عن معرفة العامة. حيث ستكون هناك عربة مستأجرة تنتظر عند الباب الخلفي لسجن كولدباث وأخرى تنتظر عند الباب الأمامي للسجن كوسيلة تمويه. وكانت ثمة ميزة أنهم تمكنوا من الحفاظ على سرية مكوث دارسي وإليزابيث لدى عائلة جاردنر، وليس في نزل عصري كما كان متوقعا بشدة ، وإذا أمكن الحفاظ على سرية الوقت الذي سيطلق سراح ويكهام فيه، فستتوفر أمامهم فرصة كبيرة تتمثل في وصول ويكهام إلى شارع جريستشرش من دون أن يلاحظه أحد. وفي الوقت الراهن، كان ويكهام قد أعيد إلى سجن كولدباث، لكن القس الملحق بالسجن الذي كون معه علاقة صداقة - واسمه المبجل كورنبندر - كان قد اتخذ الترتيبات اللازمة لإقامة ويكهام معه هو وزوجته ليلة إطلاق سراحه، وقد عبر ويكهام عن رغبته بأنه يريد الذهاب إلى هناك مباشرة بعد أن حكى قصته لدارسي والكولونيل، رافضا بذلك دعوة السيد والسيدة جاردنر بأن يمكث في شارع جريستشرش. وكانت عائلة جاردنر قد شعرت أنه من الصواب توجيه مثل هذه الدعوة، لكن ساد ارتياح عام بينهم بعد رفضها.
قال دارسي: «إن إنقاذ حياة ويكهام يبدو كمعجزة لي، لكن لا شك أن حكم هيئة المحلفين كان فاسدا ولا يتسم بالعقلانية ولم يكن ليدان إطلاقا.»
فرد ألفيستون قائلا: «لا أتفق معك. لقد تكرر ما عدوه هم اعترافا مرتين وقد صدقوه، كما كان هناك الكثير من الوقائع التي تركت من دون تبرير. أكان الكابتن ديني ليترك العربة ويهرع نحو غابة كثيفة وموحشة في ليلة كتلك فقط؛ من أجل أن يتجنب الإحراج الذي سيشعر به أثناء وجوده لدى وصول السيدة ويكهام إلى منزل بيمبرلي؟ إنها في نهاية المطاف أخت السيدة دارسي. وكم من المرجح أن ويكهام أقحم نفسه في أمور غير قانونية في لندن، وكان عليه أن يخرس ديني قبل أن يغادرا ديربيشاير؛ حيث إن ديني لم يعد متواطئا؟
لكن كان هناك شيء آخر ربما أسهم في الخروج بذلك الحكم، ولم أعلم به إلا حين تحدثت إلى أحد أعضاء هيئة المحلفين عندما كنت لا أزال في المحكمة. من الواضح أن رئيس هيئة المحلفين لديه ابنة أخت، وهي أرملة وهو يحبها كثيرا، وكان زوجها قد شارك في التمرد الأيرلندي وقتل فيه. ومنذ ذلك الحين وهو يحمل ضغينة كبيرة تجاه الجيش. ولو كان قد أفصح عن تلك المعلومة، فلا شك أنه سيصبح بمقدور ويكهام أن يعترض على ذلك العضو بعينه من هيئة المحلفين، لكن الأسماء لم تكن متطابقة، وكان من غير المرجح أن يكتشف هذا السر. وقد أوضح ويكهام قبل المحاكمة أنه لم يكن ينتوي الاعتراض على اختيار أعضاء هيئة المحلفين - وفي ذلك حق له - أو تقديم شهود ثلاثة يتحدثون باسمه. يبدو أن ويكهام كان متفائلا حقا، لكنه على وجه العموم كان ينزع إلى الاستسلام للقدر منذ البداية. إن ويكهام ضابط متميز، وقد أصيب أثناء خدمة بلاده، والآن كان راضيا ومذعنا لمحاكمته بكل ثقة. وإن لم تكن كلمته تحت القسم كافية، فأنى له أن يبحث عن العدالة؟»
قال دارسي: «لكن لدي شاغل واحد وأريد رأيك فيه. أتعتقد حقا يا ألفيستون أن في استطاعة رجل يحتضر أن يوجه ضربة قوية كتلك الضربة الأولى؟»
فرد ألفيستون بقوله: «أعتقد ذلك. لقد عرفت بعض القضايا أثناء مسيرتي المهنية التي وجد فيها رجال يعانون أمراضا عضالا، قوة مذهلة متى ما تحتم عليهم ذلك. وقد كانت الضربة خفيفة، وبعدها لم يتعمق بعيدا في الغابة، لكن ما لا أستطيع تصديقه هو أنه عاد إلى فراشه من دون مساعدة من أحد. أعتقد أن من المرجح أكثر أنه ترك باب الكوخ منفرجا وأن أمه خرجت ووجدته وساعدته في العودة إلى المنزل والفراش. ومن المرجح أنها هي من مسحت مقبض القضيب الحديدي وأحرقت المنديل. إلا أنني أشعر - كما أعرف أنك تشعر بذلك أيضا - أن العدالة لم تكن لتتحقق بالإعلان عن هذه الشكوك والشبهات. فليس هناك دليل عليها ولن يكون أبدا، وأعتقد أننا ينبغي أن نستبشر ونبتهج بالعفو الملكي الذي سنحصل عليه، وأن ويكهام - الذي أظهر شجاعة كبيرة أثناء خوضه محنته تلك - قد أصبح حرا طليقا ليبدأ حياة نأمل أن تكون أكثر نجاحا.»
تناول الجميع العشاء مبكرا في صمت تام تقريبا. وتوقع دارسي أن الارتياح الناتج عن إفلات ويكهام من الشنق على الملأ سيكون منحة عظيمة جدا بحيث تتضاءل أمامها كل دواعي القلق الأخرى، لكن ظلت دواعي القلق الضئيلة الأخرى تشغل ذهنه في ظل ارتياحه من أكبرها . فما هي القصة التي سيسمعونها حين يصل ويكهام؟ كيف سيتفادى هو وإليزابيث خوفهما من فضول العامة أثناء مكوثهم مع عائلة جاردنر، وما هو الدور الذي لعبه الكولونيل - إن كان قد لعب دورا من الأساس - في هذا الشأن الغامض؟ شعر دارسي بحاجة ملحة ليعود إلى بيمبرلي، وكان مثقلا بهاجس - رأى أنه غير منطقي - يشعره بأن كل شيء قد لا يكون على ما يرام هناك. وكان يعلم أن إليزابيث مثله لم تنم بهناء إلا نادرا مدة شهور كاملة، وأن الكثير من عبء هذه الكارثة - الذي كانت تشاركه إياه - كان نتيجة إعياء شديد أصاب جسدها وذهنها. وشعرت بقية المجموعة بأنها مصابة بشعور الذنب نفسه النابع من عدم قدرتهما على الاحتفاء بهذا الإنقاذ الإعجازي لحياة ويكهام. وكان كل من السيد والسيدة جاردنر شرهين في تناول الطعام، لكن العشاء اللذيذ الذي طلبت السيدة جاردنر إعداده لم تمتد له يد، وسرعان ما ذهب ضيوفها إلى فرشهم بعد أن قدمت آخر مجموعة من الأطباق.
وأثناء تناول الإفطار، كان من الواضح أن الروح المعنوية للمجموعة قد ارتفعت؛ فقد كانت الليلة الماضية هي الأولى التي تمر من دون تخيلات مروعة مما أدى إلى حصولهم على قسط من الراحة والنوم الهانئ، وبدت المجموعة الآن أكثر استعدادا للتعاطي مع كل ما يحمله اليوم الجديد. كان الكولونيل لا يزال في لندن، أما الآن فقد وصل إلى شارع جريستشرش. وبعد أن أطرى على السيد والسيدة جاردنر، قال: «لدي ما أخبرك به يا دارسي بخصوص دوري في هذه المسألة برمتها، الذي يمكنني أن أفصح عنه الآن بسلام ومن حقك أن تسمعه قبل أن يأتي ويكهام. وأفضل أن أتحدث إليك على انفراد، لكن يمكنك بالطبع أن تمرر ما سأقول إلى السيدة دارسي.»
وشرح للسيدة جاردنر غرضه من زيارته، واقترح أن ينفرد بدارسي في غرفة الجلوس، التي فكرت هي في أن تجعلها متاحة بأكثر وسائل الراحة استعدادا لاجتماع سيكون صعبا بلا شك على جميع الأطراف في اليوم التالي حين يصل ويكهام برفقة ألفيستون.
अज्ञात पृष्ठ