पृथ्वी पर एकमात्र पुरुष की मृत्यु
موت الرجل الوحيد على الأرض
शैलियों
ورد: لا بد أن يتعلم من الآن يا فتحية كيف يحترم كتاب الله.
ومرة أخرى، كان الجو حارا وقت الظهيرة، وكان الشيخ حمزاوي كعادته جالسا وفي يده القرآن يقرأ، لكن النوم غلبه والقرآن في يده، وزحف الطفل إليه وجلس في حجره فوق الكتاب. وما هي إلا لحظات حتى أحس الشيخ حمزاوي بالبول الدافئ يجري بين فخذيه، ففتح عينيه مفزوعا متصورا أول الأمر أنه يبول على نفسه، لكنه سرعان ما رأى الطفل جالسا في حجره متربعا فوق كتاب الله الذي أصبح مبللا. وانتفض الشيخ حمزاوي واقفا ملقيا الطفل على الأرض، ثم ركله بقدمه في بطنه صائحا في غضب: أتبول على كتاب الله المقدس يا ابن الزنا؟
وشحب وجه الطفل وعجز عن التنفس لحظة كأنما اختنق أو مات، لكنه سرعان ما شهق شهقة عالية حادة وجاءت إليه فتحية تجري فزعة: ماذا حدث يا شيخ حمزاوي؟ ماذا فعلت بالطفل؟
وحكى لها الشيخ حمزاوي ما حدث وهو يلهث من الغضب، فحملت الطفل بين ذراعيها وصاحت في غضب: وهل يفهم الطفل شيئا يا شيخ؟ كيف تضربه بقدمك الكبيرة في بطنه بهذا الشكل؟ كان من الممكن أن يموت لولا عناية الله.
ورد حمزاوي: يا ليته يموت ويريحني من هذا العذاب! لم أعد أستطيع أن أعيش في هذه الدنيا وهذا الملعون يعيش فيها. أصبحت أعيش بين أربعة جدران كالنسوان، لا أحد يزورني ولا أزور أحدا، وحين أسير في الشارع يتجنب الناس طريقي حتى لا أقرئهم السلام.
يوم الجمعة التالي خرج الشيخ حمزاوي من بيته كعادته متجها إلى الجامع ليؤم صلاة الجماعة، لكنه ما إن اقترب من باب الجامع حتى اعترض طريقه ثلاثة رجال ومنعوه من دخول الجامع. غضب الشيخ حمزاوي وصاح بصوت عال: أنا شيخ الجامع، كيف تمنعونني من الدخول؟
ورد أحدهم: لم تعد شيخ الجامع يا حمزاوي؛ لقد أصدر العمدة قرارا بفصلك وعين شيخا آخر.
وصاح حمزاوي في غضب: لن يمنعني أحد من الدخول، الله وحده هو الذي يستطيع أن يمنعني.
واتجه نحو الباب ليدخل، لكن أحد الرجال شده من قفطانه فرفع الشيخ حمزاوي عصاه وضرب الرجل على رأسه فسقط على الأرض. انقض الرجلان الآخران على حمزاوي؛ فسدد أحدهما قبضة يده القوية وضربه على رأسه كأنه يضرب رأس الشيطان، أما الآخر فقد انهال على وجهه بالصفعات متصورا أنه يصفع وجه أبيه الذي كثيرا ما صفعه وهو طفل قائلا له: «سيحرقك الله في نار جهنم لأنك لا تطيع أباك.» في إحدى الصفعات ارتجفت يده، فقد خيل إليه أن الوجه الذي يصفعه ليس وجه أبيه، وإنما هو وجه الله ذاته، الذي أفزعه وهو طفل باللهب ونار جهنم تكويه حتى يذوب جلده فيصنع له جلدا آخر ليحرقه ثانية وثالثة وعشرا وعشرين حتى يتعلم الطاعة العمياء والخضوع الأبدي. وانهالت الصفعات على وجه الشيخ حمزاوي عشرا وعشرين، وكلما اشتد فزع الرجل اشتدت صفعاته.
تجمع الرجال الذين جاءوا لصلاة الجماعة يتفرجون على العراك؛ حاول أحدهم أن يخلص الشيخ حمزاوي، لكن قبضة قوية دفعته إلى الخلف وكادت تهشم أسنانه؛ فتراجع إلى الوراء هامسا لنفسه: «لا ينوب المخلص إلا تمزيق ملابسه.»
अज्ञात पृष्ठ