पृथ्वी पर एकमात्र पुरुष की मृत्यु
موت الرجل الوحيد على الأرض
शैलियों
مسح وجهه بيديه وقال لزينب التي جلست إلى جوار زكية: هذا الحجاب له فعل السحر، ثمنه فقط خمسة قروش. والآن اسمعي يا زينب كلامي جيدا، ونفذيه بالحرف الواحد من أجل أن تشفى زكية. يوم الخميس القادم تأخذين عمتك وتركبين الكافوري إلى باب الحديد، ومن باب الحديد تأخذين الترام إلى السيدة زينب ؛ ستجدين المولد والذكر وأهل الله الصالحين، وتبيتين ليلة الجمعة أنت وعمتك في حضن السيدة. صباح الجمعة ترفعين يديك لله وتقولين: يا رب! اسمعني يا رب! عمتي زكية تابت إليك من كل ذنوبها، فاغفر لها أنت الغفور الرحيم. سيسمع الله دعوتك، وترين وليا من أولياء الله يقبل نحو عمتك زكية، ويرفع عن عنقها هذا الحجاب ثم يعلقه مرة أخرى وهو يقول لها وصية معينة، بعد أن يقول الوصية لعمتك يجب أن تعطيه عشرة قروش فضية ثم تعودي بعمتك إلى هنا لتنفذي ما قاله بالحرف الواحد. احفظي كلامه جيدا لأن ما يقوله لك هو أمر الله، إذا لم تنفذيه ظل غضب الله على عمتك زكية باقيا والعفريت يظل راكبا جسدها.
ردت زينب بأمل وحماس: ربنا يطيل عمرك يا حاج إسماعيل. أنا مستعدة آخذ عمتي إلى السيدة (شي الله يا ست) ومستعدة أن أفعل أي شيء يأمر به الله.
ليلة الخميس جاءت أم صابر وحممت زكية بماء النيل الطاهر، وربطت زينب طرف طرحتها حول بضعة قروش جمعتها لها بعض الجارات، ثمن الكافوري وثمن الترام، وخمسة قروش ثمن الحجاب وبريزة (عشرة قروش) فضية الثمن الذي ستدفعه لتعرف أمر الله. همست زكية تكلم نفسها: «حتى الله يريد أن ندفع له يا زينب يا بنتي، وهو يعلم أننا لا نملك شيئا.»
وترد زينب: لا تحملي هم شيء يا عمتي، خير ربنا كثير، وأهل الخير كثيرون، المهم أن يغفر الله لك، ويطرد عنك هذه الروح الشريرة. •••
قبل أن يظهر ضوء الشفق الأحمر ناحية الشرق، وقبل أن يرتفع في الظلام صوت الديك أو أذان الشيخ حمزاوي لصلاة الفجر، انفتح الباب الخشبي الكبير، محدثا ذلك الصرير كصرير الساقية العتيقة، وظهر شبحان طويلان، تنسدل فوق رأسيهما وظهريهما الطرحة الطويلة السوداء. سقط ضوء الفجر على وجه زينب الطويل الشاحب وظهرت عيناها السوداوان الواسعتان مرفوعتين في غضب أشبه بالتحدي أو في تحد أشبه بالغضب، وإلى جوارها وجه زكية نحيلا هزيلا مليئا بالتجاعيد، وعيناها واسعتان شاخصتان إلى الأمام غير مستسلمتين.
تنقشع الظلمة قليلا عن وجه النيل؛ فتبدو أمواجه الهزيلة كتجاعيد وجه عجوز منكسرة وشبه مستسلمة للقضاء والقدر. يهب الهواء ويتطاير التراب من فوق الجسر إلى المنخفض حيث ترقد البيوت الطينية السوداء بأسطحها المتعرجة، تعلوها أكوام القش والحطب والجلة، ونوافذها الصغيرة كثقوب في الجدران، وأبوابها الخشبية، وجدرانها مدهونة بالطين، فيما عدا بيت العمدة الكبير، جدرانه حمراء بنيت بالطوب الأحمر، وبابه حديدي كبير، ونوافذه عالية واسعة، وسطحه مرتفع يزيد في ارتفاعه عن مئذنة الجامع، ولا يغطيه قش ولا حطب ولا جلة، أرضه نظيفة لامعة بنيت بالأسمنت المسلح.
سارت زينب وإلى جوارها زكية، تنظران إلى الأمام، ومن خلفهما يرتسم فوق الجسر الترابي أربعة أقدام كبيرة بأصابعها الخمس، أصابع زينب أصغر قليلا من أصابع زكية، تضغط على الأرض بقوة أكثر، وساقاها الطويلتان تضربان الجلباب من الخلف ضربات قوية منتظمة، وعيناها تمتدان بامتداد النيل وامتداد شريط الحقول الموازي للنيل، لا ترى لهما نهاية، ولا تكاد تعرف أين يمكن أن تكون السيدة، وأين يمكن أن يظهر الكافوري الذي سيحملهما إلى باب الحديد. زكية إلى جوارها أصبحت تلهث؛ أسندت ذراعها على كتف ابنة أخيها وواصلت السير صامتة.
عند المنحنى، كانت هناك شجرة جميز ورجل عجوز وامرأة شابة جالسان تحت الظل ومعهما قفص صغير. توقفت زينب وسألت عن الكافوري، فقال لها الرجل العجوز: نعم يا ابنتي، انتظري معنا هنا؛ نحن أيضا ذاهبان إلى السيدة.
جلست زينب وزكية على الأرض الترابية إلى جوارهما. أخذ الرجل العجوز ينقل عينيه من زينب إلى زكية، ثم سأل زينب: أمك مريضة يا ابنتي؟
ردت زينب: عمتي زكية، أمي ماتت من زمن يا عم.
अज्ञात पृष्ठ